
*** كانت الشمس تتسلّل بخجل عبر نوافذ القصر، تلقي بضوءها على رداء الإمبراطور الذي وقف عند الشرفة، ساكنًا كالتمثالٍ . لم يكن يحدّق في الحدائق الغنائة أو في السماء الصافية، بل ما هو أبعد بكثير من ذلك... في مستقبل الأمة التي بين يديه، في خطواتها القادمة، والمخاطر التي تلوح في الأفق. كل شيء كان ينكشف أمامه بصمتٍ عظيم. سُمعت خطوات تتقدّم نحوه، خطوات يعرفها جيّدًا. لم يلتفت، لكنه قال بهدوءٍ ثقيل: - "ماذا تريدين ؟" توقّفت الطبيبة السماوية على بُعد خطواتٍ قليلة، وردّت بصوتٍ خافتٍ لكنه ثابت: - "أردت أن أراك قبل أن تُصدر قرارك الأخير." رفع نظره نحو الأفق، والضوء الذهبي ينعكس على كتفيه، ثم سأل دون أن يغيّر نبرته: - " بماذا تشعرين؟" أجابت بعد لحظة صمتٍ قصيرة، وصوتها كنسمةٍ تمرّ بين جدران القصر: - "أشعر بهدوء... ما قبل العاصفة." التفت إليها أخيرًا، ونظرته كانت أشبه بليلٍ يحمل حكمة ألف عام، ثم قال بهدوءٍ لا يخلو من يقين: - "الهدوء لا يدوم... حتى السماء لا تبقى صافية للأبد." تبادل الصمت بينهما، كأن الهواء نفسه تراجع احترامًا لتلك اللحظة. النسيم تحرّك بخفة، والستائر تمايلت حولهما، لكن لا أحد منهما انصرف. كلاهما كان يعلم... أن ما سيأتي بعدها، لن يكون مجرد عاصفة. من يدري ماذا يُحيك القدر من مفاجآت لابطالنا ؟All Rights Reserved
1 part