winter bird

​كان الصقيع هو الحاكم الأوحد لتلك الأرض. لم يكن مجرد برد، بل كان لعنة بيضاء تتغلغل في العظام، تحصد الحرارة والذاكرة معًا.
​في مملكة "سيرينا" التي ابتلعها الشتاء الأبدي، كان الأمل كـ طائر مهاجر ضل طريقه، لا يكاد يجد موطئ قدم دافئ بين الثلوج المتراكمة. الجميع ارتضى مصيرهم البارد، مختبئين خلف جدران حجرية لا تقي من الريح، بينما حراس المملكة من فرسان الفولاذ ظلوا كتماثيل صامتة، ملامحهم محفورة داخل خوذاتهم، لا تظهر سوى عينين تحدقان في العاصفة القادمة.

​لكن في أعماق تلك العتمة المتجمدة، كانت هناك فتاة، لا تحمل سيفًا ولا درعًا، ولكنها تحمل سرًا أدفأ من أي موقد: سر القدر الذي ربطها بـ "طائر الشتاء" الأسطوري، الكائن الوحيد الذي يقال إنه يستطيع أن يغني للثلج حتى يذوب.

​عندما سقطت، لم يكن سقوطها مجرد تعثر على الجليد، بل كان سقوطًا في قلب النبوءة. وجدت نفسها بين براثن أشد الفرسان صرامة وغموضًا، والذي كان قلبه، تحت كل طبقات الفولاذ، لا يختلف عن أرض المملكة: متجمد وجاهز للانكسار.
​فهل يمكن لصوت واحد، هش كجناح طائر في العاصفة، أن يوقظ الدفء في جسد الجليد، وأن يكسر لعنة دامت لقرون؟ أم أن الشتاء سيبتلعها هي وآخر بقايا الأمل في سيرينا؟

​هذه هي حكاية من وجدت الدفء في قلب الصقيع.