حلم الظّل غزال الشمال وطيش تاريخه

في المدى اللي يتكوّن بين الهامش والجوهر تتناسل الحكايات كأنها تصعد من قاع الغيب وتتمدّد فوق سطح الأيام بدون ما تستأذن أحد وبين التوازن المكسور بين الضد والتوافق يبان إن كل خطوة في هذه الحياة ما هي مصادفة وإن كل صدفة
هي مسار قديم رجع وانفتح من جديد وبين الحقيقة اللي تمشي على صلابة الأرض والخيال اللي يمشي على ظهر الريح تظهر مساحة ثالثة ما يعرفها إلا القلب اللي جرّب ارتجاف السكون وسمع نبض المستورة في منتصف الليل
وفي الطريق اللي يمتد بين المستحيل والممكن يصير للوقت رائحة ثانية تشبه رائحة الغيوم لما تمر فوق مدينة ما نامت من ألف سنة مدينة تحفظ في طبقاتها صدى الغياب وذاكرة الظل ونبرة الأثر اللي ما انطفى مهما تغيّرت الأزمنة وتشعر الروح إن الأشياء اللي تختفي ما تضيع وإن اللي يرحل يترك أثره عالق في ركن ما يزوره أحد إلا ساعة انكسار أو لحظة يقظة نادره
'
وتحت برد الشتاء اللي يهبط مثل وصيّة قديمة على الأرواح تتكوّم المعاني وتلين الحجارة وتصير العتمة أكثر صدق من الضوء لأن الظلام يعرف كيف يحفظ السر وكيف يخبّئ النداء اللي ما ينطق إلا مرة وحدة في العمر ومن ممرات العلا اللي تحضن الريح كأنها تربيها ومن عقود الأندلس اللي تتنفس موسيقى مطروحة على حجر الليل يفهم المسافر إن القدر مو خط مستقيم وإن الطريق ينعطف لم