🖤 مقدمة
في ذلك اليوم المشؤوم، لم تكن شهد طفلة، بل كانت شاهدة. شاهدة على سقوط أعظم رجل عرفته، والدها، الذي بنى إمبراطوريته من العدم ليصبح أغنى رجال مدينته. كان يعتقد أن أصدقاءه الخمسة، ومن ضمنهم شقيقه، هم سنده وشريكه في النجاح. لكن خلف قناع الشراكة، كانت تنمو بذرة الحقد الأسود، تغذيها لعنة الفشل والغيرة من وهج نجاحه الباهر.
رأت بعينيها الصغيرتين كيف تآمروا، كيف سقط الأب على أيدٍ امتدت إليه لتنتزع منه النجاح والحياة معًا. ورأت نظرة أخيه القاسية، وهو يخطو فوق جثة أخيه ليضع يده الآثمة على كل ما خلفه: الميراث، والشركة، والكرامة. لم تستطع النطق بكلمة واحدة، فصمتت طفلة، لكنها أقسمت بدموعها أن تنهض امرأةً لتنتقم.
كبرت شهد والنار في قلبها لا تخمد. لم يكن عزاءها في دراسة الطب سوى سترة تخفي بها روح محاربة وُلدت من جديد. أصبحت الطبيبة التي تشفي أجساد الناس، بينما روحها لا تعرف الشفاء إلا باستعادة حقها. لم يعد لديها في الحياة سوى أمها المكسورة وأختها الصغيرة التي لا تعرف شيئًا عن ثقل هذا الإرث المغتصب.
وحين حان الوقت، قطعت آلاف الأميال، لتهبط في لندن، مدينة عمها، حاملةً معها حقيبة سفر واحدة، وخطة للانتقام لا تعرف الفشل. سكنت في فندق متواضع، ووجدت عملاً في أحد المشافي، لتصبح قريبة من الهدف، تح
حينما اشتدَّ بِيَ الوجعُ وضيّقَني السّقم
ووَهَنَت روحي في مخاضِ الألم
أتيتِ... كحبلِ نجاةٍ ونجمةَ خلاص
لتصرخين في قلبي: انتهى كلُّ النّكوص!
فانبلجَ من عينيكِ عُمراً جديد،
وسَكنَ نبضُكِ الحنُون وَريْدي الوَحيد ..
أأنْتِ آلهةُ الهوَى؟ أم وريثةَ الصِدّيقين؟
سيّدةً مجبولةً بالحنانٍ والحنين؟
أم طيفَ حُبٍّ لا يُحاكى ولا يُدرَكَ لهُ يقين؟
بل أنتِ فوقَ الوصفِ فوقَ المعاني فوقَ الكلامِ
شيءٌ من السّحرِ ... يفوقُ كلَّ الأنام !!
_ هذه الرواية عمل مشترك بيني وبين شريكة حياتي❤
شيئٌ من رحمِ الواقع المُعَلقم السّكّري الذي حِيكَ بخيوطٍ من خيال.