
فِي قَلْبِ شِتَاءِ رُوسِيٍّ قَاسٍ، حَيْثُ تَتَجَمَّدُ الْأَنْفَاسُ قَبْلَ الْكَلِمَاتِ، تُلْقَى أَلْيُونَا-طَالِبَةُ الطِّبِّ ذَاتُ الْمَلَامِحِ الْهَادِئَةِ وَالْحَيَاةِ الْمُنَظَّمَةِ-فِي أَعْمَاقِ عَالَمٍ لَمْ تَتَخَيَّلْ يَوْمًا أَنَّهَا سَتَرَاهُ. كُلُّ شَيْءٍ بَدَأَ حِينَ عَادَ الْمِصْعَدُ إِلَى الطَّابِقِ الْعَاشِرِ... وَهُنَالِكَ، فِي تِلْكَ اللَّحْظَةِ الصَّغِيرَةِ الَّتِي بَدَتْ عَابِرَةً، حَدَثَ مَا لَمْ يَكُنْ فِي الْحُسْبَانِ؛ لَحْظَةٌ سَتَقِفُ عِنْدَهَا حَيَاتُهَا بَيْنَ مَا كَانَتْ تَعْرِفُهُ... وَمَا سَتَتَعَلَّمُهُ قَرِيبًا. مَا الَّذِي سَيَتَغَيَّرُ فِي طَرِيقِهَا الْهَادِئِ؟ وَمَا الَّذِي يَنْتَظِرُهَا خَلْفَ بَابِ ذَلِكَ الطَّابِقِ؟ وَمَنْ هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي سَيُقَلِّبُ مَوَازِينَ عَالَمِهَا رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ؟ وَهَلْ يُمْكِنُ لِنَبْضَةٍ وَاحِدَةٍ أَنْ تَشُقَّ صَقِيعَ مُوسْكُو؟ أَسْئِلَةٌ كَثِيرَةٌ... وَإِجَابَاتُهَا كُلُّهَا تَبْدَأُ مِنْ تِلْكَ اللَّحْظَةِ.All Rights Reserved