
هذهِ ليستْ سيرةً تُقرأُ بسلامٍ، بل هيَ لفافةٌ ضُرِبَتْ عليها عُقَدُ الميثاقِ المنسيِّ، ولا تُفتَحُ إلا بـنارِ الروحِ المُحتَرِقةِ. إنَّها رحلةٌ قسريةٌ تبدأُ من مملكةِ السكوتِ، حيثُ يكتشفُ القارئُ أنَّ وجودَهُ ليسَ حراً، بل هوَ توقيعٌ أزليٌّ على "عقدِ الصمتِ" الذي يُحوِّلُ الكلمةَ إلى جمرةٍ تُبصَرُ ولا تُمسَكُ. ثمَّ تنقَلُنا المدوّنةُ إلى حجراتِ الروحِ المُعاقَةِ، حيثُ يُعانِي الفردُ من "صمتِ الانتظارِ"؛ سجنُهُ ليسَ في الحجرِ، بل في ثِقَلِ المُمْكِنِ الذي أبى أنْ يتحوَّلَ إلى حقيقةٍ فانيةٍ. هناكَ تُصبحُ السفينةُ المربوطةُ بخيطِ الشكِّ رمزاً لـالشللِ المُرَكَّبِ الذي يقتلُ الإرادةَ بـصدأِ الأيامِ. وفي ختامِ هذهِ الدائرةِ، نغوصُ في عتمةِ "ميراثِ الغضبِ"؛ حيثُ يكشفُ النَّصُّ أنَّ اللونَ الأحمرَ في العروقِ ليسَ ماءَ الحياةِ، بل هوَ دَينُ الدمِ الأوَّلِ، وأنَّ الصارخَ ليسَ مَجنوناً، بل هوَ الوعاءُ الأخيرُ الذي يتفجَّرُ فيهِ صدى مظالمِ الأجدادِ. إنَّكَ لستَ ذاتَكَ، بل أنتَ أرشيفُ العظامِ الذي يُطالَبُ بالقصاصِ الأخيرِ. هذهِ المدوّنةُ هي خُطبةٌ في عيادةِ التشريحِ؛ لا تَعِدُ بالراحةِ، بل تَعِدُ بـكسرِ الرقبةِ في محاولةِ الالتفاتِ إلى نورٍ لا وجودَ لهُ إلا في وهمِ الذينَ لم يُوقِّعAll Rights Reserved