
بعد منتصف الليل، ترتفع صرخات الاستغاثة كأن الليل نفسه يلفظ أنفاسه. يمر الهواء بحدة سكين باردة، يلسع الوجوه ويحرك ظلالا لا تهدأ. يتساقط المطر بغضب ويتبعه الرعد كطبول حرب بعيدة، بينما تنفجر ضحكات عالية متكسرة، كأنها قادمة من عمق هاوية لا ترى. ثم يأتي الصوت.... طعنة واحدة تشق العتمة، كلمسة موت هادئة. وبعدها صمت. صمت يبتلع كل شيء، ولا يبقى سوى همس الرياح وارتجاف قطرات المطر، كأنهما يشهدان على جريمة لم يجرؤ الليل نفسه على إيقافها.All Rights Reserved