
ثمانية عشر عامًا... قضتها خلف جدران لم تخترها، وبين وجوه تعلّمت أن تتقاسم معها الخبز، لا الحياة. كانت تالين تظن أن الميتم هو العالم بأكمله، وأن الأيام ستستمرّ هادئة، متشابهة، لا تحمل جديدًا ولا تأخذ قديمًا. لم تكن تدري أن تلك الجدران، التي ظنّت أنها تحميها، كانت تخفي عنها عالمًا أكبر بكثير من أحلام孤ها الصغيرة. ولم تكن تعلم أن اللحظة التي ستُفتح فيها بوابة الخروج... لن تُخرجها من المكان فقط، بل ستسحب معها جزءًا من طفولتها، وبراءتها، وطمأنينتها. خطوتها الأولى خارج الميتم لم تكن عادية... كانت أشبه بخيطٍ ينسحب من قلبها، يربطها بالمجهول قبل أن يربطها بالحياة. هناك، على أبواب عالم لم تعرفه من قبل، بدأت تكتشف أن الطريق ليس كما رسمته في مخيلتها... وأن البشر ليسوا كما كانت تراهم من بعيد. ومع كل خطوة... بدأ القدر يزيح ستاره الثقيل ببطء، كأنه ينتظر اللحظة المناسبة ليكشف لها وجهه الحقيقي. وجهٌ قد يحمل لها نجاةً لم تتوقعها... أو ابتلاءً يعيد تشكيلها من جديد. فهل سيكون القدر رحيمًا بها؟ أم سيضعها أمام طرقٍ لا رجعة منها؟ وإلى أي مفترق ستقودها أول خطوة خارج جدرانٍ استوعبتها 18 عامًا؟All Rights Reserved