خارج السرب: حين ينكسر الصمت
هذه ليست حكاية عن الجميع... بل عن واحد فقط.
شاب اسمه أحمد. شاب عاش بين الناس، لكن قلبه كان يعيش وحيدًا. في كل يوم كان يبتسم للآخرين بينما يخفي صراعه الأكبر: أن يكون هو نفسه في مجتمع لا يسمح له أن يكون.
أحمد لم يكن يبحث عن معجزة، كان فقط يريد أن يحب ويُحب. أراد أن يمد يده لشخص واحد، أن يجد في عينيه ملاذًا، أن يشعر للحظة أن وجوده ليس خطيئة. لكنه كلما اقترب من هذا الحلم، اصطدم بجدار أعلى من قلبه: جدار المجتمع، الدين، التقاليد، الخوف... وأحيانًا جدار الحبيب نفسه.
هذه الرواية ليست عن النهايات السعيدة، ولا عن البطولات الخارقة. إنها عن المحاولة... محاولة أحمد لأن يخرج من السرب الذي وُضع فيه بالقوة، محاولة لأن يكسر الصمت الذي عاشره طويلاً، محاولة لأن يلتقط أنفاسه في عالم يصرّ على خنقه.
أحمد ليس بطلًا خارقًا، لكنه بطل لأنه قاوم.
ليس مثالياً، لكنه صادق بما يكفي ليكشف جروحه أمام القارئ.
وهنا، في هذه الصفحات، ستسمع صوته كما لم يسمعه أحد من قبل.
في اللحظة التي زفّ إليها الطبيب خبر وفاة من ظنّته والدها... انهار كل شيء..
انهارت خططها، وتلاشت آمالها أدراج الرياح....
سؤال واحد دوّى في ذهنها "لماذا الآن؟" لكنها لم تبحث عن جواب، إذ لم يكن ثمة وقت لذلك....
كان هناك ما هو أهم، التفكير في إنقاذ نفسها... حياتها... ومستقبلها...
لم تقبل بيلار، ذات السابعة عشرة... أن تُزجّ في ميتم حتى بلوغها الثامنة عشرة، ولا أن تُدرج في نظام التبنّي بعد كل ما عانته....
لم يكن أمامها سوى حلّ واحد... التواصل مع والدها البيولوجي..... صحيح أنها لم تره يومًا، لكنها عرفت عنه القليل من حديث والدتها.... حديث عن رجل وعن إخوة خمسة لم تلتقِ بهم قط....
غير أنّ العقبة الكبرى تكمن في أنه لا يعلم بوجودها أصلًا، ولا تدري إن كان سيصدّقها و يتقبّلها أم لا، أما إخوتها الخمسة، فكانوا وحدهم معضلة أخرى لا تقل صعوبة....
تدفّقت الأسئلة والشكوك في قلبها الصغير وهي تواجه المجهول، لكن... كما يُقال، كل شيء يجري وفق ما أراد القدر...
والسؤال الآن....
كيف سيكون قدر بيلار؟...