
متى بدأ كل شيء؟ هل حين فتحت عينيها لأول مرة على ضوءٍ ناعمٍ كسر جدار الظلام؟ أم حين خطت قدمها على أرضٍ لم تكن تعرف اسمها بعد؟ هي لا تذكر... لكنّ العالم كان يهمس من حولها، كأنّه كتابٌ مفتوحٌ لا يستطيع أحدٌ قراءته سواها. في كلّ مرحلةٍ، كانت تتغيّر... تتبدّل الملامح، وتتقلّب الأسماء، كأنها تعيش ألف حياةٍ في جسدٍ واحد. طفلةٌ تضحكُ في صباحٍ غائم، فتاةٌ تراقبُ الغروبَ كأنها تسمع سرًّا لا يُقال، امرأةٌ تمشي بين الحشود، ثم عابرةُ سبيلٍ... في قطارٍ لا يعرف وجهته. كانت تسير. فقط تسير. وبين كل محطةٍ ومحطة، كانت تترك شيئًا خلفها: ضحكةٌ قديمة، ورقةُ خريف، أو ذكرى لم تُكتَب. ولم تكن تسأل إلى أين... بل كانت تسأل فقط: "من سأكون هناك؟"All Rights Reserved
1 part