24 parts Complete الحاج عمران كان رجلاً في الخامسة والسبعين من عمره، مهاب الطلعة رغم تجاعيد السنين التي حفرت وجهه. ورث عن أجداده ثروة كبيرة، لكنه ورث معها خيبة في أولاده الثلاثة الذين لم يروا فيه إلا بنكًا مفتوحًا. كان مريضًا، يلازمه التعب، لكن عقله حاضر وعيونه تقرأ الناس بعمق. يعرف تمامًا أن أبناءه طماعون، لكنه لم يواجههم قط، يكتفي بالصمت ومراقبة تصرفاتهم، وكأن قلبه ينتظر حدثًا يغيّر كل شيء.
في المقابل، كان سامر شابًا في العشرين من عمره، يتيمًا بلا سند، جاء من قريته يبحث عن رزقه في المدينة. بسيط الملبس، نظيف القلب، لا يعرف المراوغة ولا يجيد التملق. كان يملك إصرارًا غريبًا على أن يظل وفيًا لمبادئه، حتى وإن جاع. وفي يوم عابر، التقت طريقه بطريق الحاج عمران، حين ساعده في أزمة صحية أمام بيته، دون أن يعرف من يكون.
أما أولاد الحاج، فكل واحد منهم حكاية من الطمع. رشيد، الابن الأكبر، رجل أعمال لا يهمه سوى الصفقات والعمارات، يظن أن المال وحده هو معيار النجاح. نبيل، الأوسط، رجل كسول يعيش عالة على أبيه، يستهلك ما يعطى له دون أن يسأل من أين جاء. فؤاد، الأصغر، عاطل لا يعرف من الدنيا إلا السهر والمشاكل، يستغل اسم العائلة ليتهرب من عواقب أفعاله.
وسط هذا الجو المشحون، كانت هناك هدى، حفيدة الحاج وابنة رشيد، في الثامنة عشرة م