في داخل كل منا تمثال من حجر ، يسمى صنم الذكريات ، يجمد عقولنا و أحيانا يفنيها. ليندثر رماد أرواحنا على أرصفة الحاضر ، رماد برائحة الكذب و الخداع ، رماد بمذاق الماضي . مجرد حجر يتحكم بمصارنا ، بمستقبلنا ، حجر ينبض ، و لا يخلف غير الوجع. لربما خلق الإنسان ليشعر ، ليفكر ، و لكن الشعور يغلب التفكير أحيانا ، عاطفتنا الفطرية تسيطر علينا. ضعفنا أمام القوة التي نهاب الإقتراب منها ضعفنا أمام الحقيقة التي لطالما هربنا من مواجهتها. ضعفنا أمام أقدارنا التي لا تمل من معاكستنا. لحظات الماضي مازالت تؤثر فينا رغم مضيها ، مازلنا لا نأبه آالامنا ، مازلنا نتعمق في تذكر من لا يستحق ، مازلنا نمارس طقوس الوجع و الإنكسار حتى بعد مضي زمان الوحدة القاسية. البعض يتذكر التفاصيل و البعض يتناسى و البعض لا يتذكر لينسى القلب مصدر الضعف أكثر من القوة القلب مرفأ الخذلان و الخيبة القلب هو صنم الذكريات الذي نراه صلب الملمس . صنم رغم صلابته ، يلتهب بداخله فتيل لحزن سرمدي سرعان ما يشعل داخلنا الحرائق الدامية و نبقى محتضنين شعلة الوجع صامتين ، كابتين رغبة الصراخ ، قابلين بواقعنا المرير ..All Rights Reserved