وأنتَ في جَسَدها مُذ تكُ نطفةً والروح فيها تشتعلْ والقلبُ يهتفُ قبل أن تراكَ العينُ وحُبُّكَ فيها يعتملْ وذكرُكَ لاينفكُّ يفارقُ ثَغرها و الشوقُ إليكَ من بالها لا يرتحلْ ابني وابني وابني وانتَ لم تزلْ مُضغةً لم تكتمِلْ والدمعُ من الإعياء يلعَقُ خَدّها وهيَ لأجلكَ كُلُّ الألمِ تحتمِلْ وإذا ما رأتكَ بعد شقائِها فكأنكَ قطعةٌ من قلبها بالسُكَّرِ قد غُسلْ أخذَتْ تُقَبِّلُ بوجنتيكَ ثغرها وكأنما خَدُّك من يُهديها القُبلْ بالحُبِّ تُفني كُلَّ يومٍ عُمرها و بحبكَ بالدعاء لله تبتهلْ أن يا الهي , يا الهي ابني أعطهِ من عمري الكثيرَ ولا تريني فيه مكروهاً ولا تُذِلْ فكيفَ يا بُنيَّ مَن في رحمها احتوتكَ وفي قلبها حبُّكَ وكأنَّك جنيناً لم تزَلْ ترضى الشَّقاء لذاتها و تُهينُها و تنعتُها بصِغَرِ العقِلْ ! والله لم أرَ أصغرَ من عقلكَ يا مَن تُهينُها وهيَ لو وددتَ نور عيونها , عليكَ بهما لم تبتخلْ هنادي ..All Rights Reserved
1 part