كان هناك فتاة كثيرة الصمت هادئة الطباع ما ان تدخل الحلقة الدراسية حتى تتخصص بالاجابات الصحيحة ..فأخذن زميلاتها يحاولن التقرب منها طمعا بتحسين وضعهن الدراسي و النتيجة كانت صمتها المطبق بلا سبب!..تعجبن منها فليست الاجمل و لا الاغنى و لا ذات الجاه و مع ذلك ترفض التكلم معهن!..
اعتدن طريقة تفكيرها و اخذن يهملنها و يحتقرن حتى النظر اليها..و هي لم تتغير ..لم تشعر بفرق..بل على العكس كانت تزداد راحة و سكينة مما زاد غيظهن و حقدهن.
و في طريق العودة من المدرسة تبعنها ليلقنها درسا لعلها تكتفي بما فعلته من احتقار لهن ..فالمعلمات احببنها و الكادر الاداري قدرها فلم تترك لهن شيئا ليثبتن وجودهن!..فقد كانت شمسا تضيء كل من حولها بالاهتمام و هذا لم و لن يروق لهن..و اثناء ملاحقتها من قبلهن اخذت تركض بسرعة لم تتوقعها زميلاتها حتى اختفت عن انظارهم..نعم اختفت بين الزحام دون اثر وسط غضب و يأس من الفتيات اللواتي كن بإنتظار سماع توسلاتها و انين الامها..و في طريق العودة وجدن عدوتهن التي كانت بإنتظار عقابهن على الارض تنزف الدماء!..تنزف امامهن وسط صمت اعتراه صراخ مزق الصدى!..
ل.حمزة ابو داري
يتبع....