ولكنّ الرمال لا تنسى | قصة قصيرة

- فى ربيع 1993 ووسط أجواء فرحة غامضة على شواطئ البحر الأدرياتيكى فى بلدة "سريبرينيتسا الواقعة في وادي درينا في شمال شرق البوسنة حيث أجواء ما بعد المعارك و الحنينُ إلى السلام , تنفرشُ الرمالُ تراقب المشهد بخـوفٍ و فـرحٍ يصارع أحدهما الآخر على الاستمرار بل و التخلص من الآخر , لكنهما يفشلان و يظلان متلازمان على مضضٍ مرير.

- رجالُ البلدة من المسلمين البوسنيين والمعروفين باسم "البوشنياق" يرون فى الأمم المتحدة كياناً عظيماً يستحق الاحترام و أن يركبوا البحرَ وصولاً إليه لإبرام الاتفاقية المشؤومة.

- الرمالُ تُدرك أن فى الأمر مكرٌ لكنها لا تقوى على منع الرجال, و تمنّت أن يجلس أحدهم عليها لتحادثه عما يدور فى ثنايا حصواتها من صراعات و شكوك قد تغير من مجريات التاريخ و قد تمنع خطراً محدقاً بهؤلاء الرجال الطيّـبـين....

و لكن لسرعة الرجال و بطئ حركة الرمال.....لم يجلس أحد و لم تتحدث الرمال.

- هنالك فى صراع العولمة التى لا قِبل لهم بها و أجواء الجِـديّة الممزوجة بابتسامات دبلوماسية تُخفى الكثير الكثير و المرير المرير , يجلس رجال البوشنياق بطمأنينة غريبة مدهشة أدهشت حتى أعدائهم.