مسعود طفل في الابتدائية اول يوم يذهب الي مدرسته وجد كل زملاؤه يصطحبونهم ابائهام الا هو فقد ذهب بصحبة اخته التي تكبره بعامين لانه فتح عينيه علي الدنيا وجد ابوه مغتربا خار الوطن
مسعود كانت امه هي الام والاب بالنسبة اليه حنونة رغم قوتها طيبة رغم عصبيتها فكاهية رغم حزنها الظاهر من عينيها فقد كان مسعود لا يخاف احدا في هذا الكون غير امه اما ابيه فقد كان يسمع عنه فقط ولا يكتمل لابيه في ذهنه صوره معينه
وصل مسعود للصف الثالث الابتدائي وفي يوم من الايام وقد انتهى اليوم الدراسي وجد امام البيت سيارة وحيث انه ريفي فتندر وجود سيارة فالبلده فاسرع الي البيت ليجد عماته الاثنين وجيران كانو لا يولونه اي اهتمام يرفعونه في احضانهم وينهالون عليه بالقبلات
خلف هذه الحشود الكبيره رجلا يجلس والكل حوله مبتسم فسال امه من هذا يا امي هذا ابوك يا حبيبي اقترب وسلم عليه رغم صغر سنه الا انه خنقته عبرته وتقدم وارتمي بين احضان ابيه دون ان يكلمه وكانه يخفي وجهه حاملا حقيبه قد صنعتها امه له من القماش ليضع فيها كتبه الدراسيه
ثم دخلت اخته الكبيره فهي تعرف ابيها جيدا فارتمت بين احضان ابيها
بعد بلوغها الثامنة عشر تغادر الميتم لتجد نفسها سلعة بيد تجار البشر وراقصة على جروح الزمن لتكون مفقودة الواقع تبحث عن نفسها بين دهاليز الحياة لعلها تجد النور في أخر النفق