-*"آنّا" همس لها كي تستيقظ و هو يربت على كتفها، فتحت عينيها بهدوء، و ما إن وعت نفسها حتى انتفضت بعينين واسعتين *"هل .. هل أتوا؟" قالت بصوت خفيض تحكمه نبرة هلع و رعب -"فلتري بنفسك" أجابها و هو يشير نحو حافة الجرف زحفت دونما صوت نحو الجرف المطل على الوادي الكبير و كادت أن تطلق صرخة ذعر لولا أن وضعت كفها على فمها *"ها هم !.." نظرت إليه تطالع قسمات وجهه البارد اللامبالي *"هل .. هل ستشتعل الحرب حقاً؟، ألا حل آخر؟" رمقها بشيء من الشفقة من طرف عينيه و أجاب "آنّا .. فلتفهمي أن الملائكة لا تسقط لكنها الشياطين وحدها التي تفعل و بينهما ... فإن كل ذي عقلٍ مسؤول عن جناحيه لستُ و لستِ من بدأ، لكننا نحن من سينهي الأمر برمته" ومع كل لفظ ينطق به كان يغرز وتداً في عقل آنّا تلك الأوتاد هي الوحيدة التي ستقلب الموازين و ردت بجملة علمها إياها منذ زمن *"لن أنسى أبداً ليس من عاقل عبر الحد بين البياض و السواد لن أتراجع الآن،سأكمل معك حتى النهاية، حتى نهايتنا على الأقل.." قبضت يده بحزم و الإقدام بادٍ في محيا وجهها العشريني الغض *"قد لا أمسك يدك بعد اليوم ولكن فلتعلم... و أنت تعلم... أنك كنت أخاً ومعلماً ... و صديقاً حقيقياً يا *داڤ* " ثم ابتسمت بسمة بسيطة لم تلبث أن تلاشت مع نور الفجر الجديد
4 parts