عيون لا تنام

-وأنت ليون،هل تستمتع بكونك قاسيا؟
راقب ملامح وجهها الناعمة المضطربة،وفمها المضغوط بقسوة. انخفض صوتها وهي تتكلم حتى بالكاد سمع ما قالته. بدت رقيقة جدا وهي تجلس على حافة الأريكة،ولا تشبه أبدا النساء الهادئات اللواتي كان يملأ حياته بهن دون قصد منه..
صوفي ليست هادئة أو عادية،انها امرأة نادرة و جميلة..وكأنها تنتمي إلى عالم آخر.
لقد أحبها دوما،حتى إن فقدانها كان كالموت بالنسبة إليه..
نعم،كان يتعمد القسوة معها ويريد أن يسبب لها الألم..ففي أعماقه مازال يريدها أن تعاني لأنها اختارت كليف بدلا منه.فقد خسر ليون قلبه منذ اليوم الذي مشى فيه مع صوفي عبر الكنيسة ليزفها رسميا إلى كليف..
لم يقل ذلك أبدا بصوت عالي،حتى إنه لم يحاول تذكر ذلك،،،
لكنه كرهها لأنها طلبت منه أن يسير معها عبر الممر.
كره أن يقوم بدور والدها الذي كان مريضا ولم يستطع فعل ذلك،كره أن تحوله إلى أحد أفراد عائلتها،ليحل محل أبيها أو أخيها...
لم يكن يريد أن يكون أباها..أراد أن يكون حبيبها..