كان من البديهي أن أتظاهر بالامبالاة و كان من الطبيعي أن أرسم إبتسامة زائفة إذ كان لابد لي أن أتظاهر أني بخير و أن لا شئ يؤلمني و لا شئ يحزنني و أني غير مهتمة البتة ، كنت أكتم غيضي و غضبي و استنفاري و استنكاري و عسى أن أكثر شئ كنت أكتمه هو جنوني الجزئي ، كان هناك خط رفيع جدا يفصل بيني و بين الجنون الكلي ، و كنت بحاجة ماسة للتماسك ، لإستجماع قواي ، لإستئصال ألمي القابع في جوف نفسي و للحفاظ على ما تبقى من عقلي ، و كم كنت أخشى أن أفقد الجزء المتبقي منه قبل أن أسترسل كلامي و أتحدث عن وحدة الأنا و غرور الأنا الأعلى و عدم سيطرتي على نفسي ، أجل كان لابد لي أن أتحدث عن أجزاء الظلام و عتمة المكان و السواد الداكن ، شئ قابع في الظلام و نفس لا تهدأ و لا تنام ، عن الماضي الأليم و عن شعوذات السحرة و الشياطين ، بضع ذاكرة ... بضع ذاكرة تبقت لدي و هل كفيلة هاته الذاكرة بسرد ألم سنين ... بسرد وجع و أنين ، و تساءلت في نفسي أقادرة أنا على سرد ذاك الوجع المهول ؟ أقادرة أنا على التحرر من صمتي ؟ على التغلب علي ؟ هل ستتحرر مني يدي لتكتب عني ؟ و هل ستتحرر مني نفسي لتتكلم بدلا مني ؟ و وجدتني ألتف حول نفسي و حولAll Rights Reserved
1 part