تروي الكاتبة في «أحبها جداً» قصة حب لم تكتمل، والضحية هذه المرة على غير العادة هو الرجل، فكيف استطاعت المؤلفة أن تفتح مغاليق الرجل وصندوقه السري المحكم، هو بالضبط ما سنعثر عليه في هذا العمل المختلف في خطابه ومضمونه. وتتخذ المؤلفة من الخطاب الموجه إلى حبيب سابق، تقنية تغلف بها أحداث روايتها، فتعمل على جدلية المتكلم المخاطب الذي تحكي فيه قصة «عبدالعزيز» بطل الرواية وراويها، وجدلية المتكلم الغائب، حين تحكي قصة «عنود» الفتاة المراهقة التي خذلت حبيبها عند أول فرصة للزواج، وبدأت في بناء عالمها الخاص بمعزل عن قوانين الحب ونواميسه. وهنا يطرح السؤال نفسه، هل أرادت الكاتبة تقديم أنوثة متمردة أم ذكورة مغايرة للعلاقة بين الرجل والمرأة؟، وأية رسالة أرادت البعث بها إلى العاشقين؟، وإن بلغة شاعرية بامتياز تجد ضالتها في المفردة السهلة الممتنعة الدالة على روح المعنى، والتي تبلغ شأوها باستعارات جميلة تتجه نحو الرومانسية المطلقة، فإذا بعشاقها غير كل العاشقين، وروايتها غير كل الروايات.All Rights Reserved