لا أعتبر حضوركِ لجنازتي صدفة...او مرورا عابرا كما كان مروري بحياتكِ مرور الكرام...لا أظن انك ستبكين عندما تعانقني ديدان هذه الغرفة العميقة المظلمة,المفزعة,الغائرة كعينيك بلا قاع...لا أظن أنك تذكرينني,ولا أظن قدومك صدفة...ربما,ربما قدمت لأن أحدهم اخبرك بأنّ جسدا سيواريه التراب وروحا تسكنك منذ الازل لن تغيب...جسد سيواريه التراب كما لم يوارِ الزمن ذكرياتك داخل صندوقي الاسود...لا تقرئي الفاتحة على روحي ارجوكِ...اعلم انك الان فقط تنصتين باهتمام لتخاريفي هذه وهراءاتي التي لم تكن تنتهي...ولكن قدومك اليوم ليس صدفة...اكاد اجزم انك قدمت اليوم لمعانقتي وانت تذكرين مني فقط كلمة بلا روح...اكاد اجزم انني وسط الزمن الذي اربكك كثيرا رقعة بيضاء تقصدينها بلا شعور للصلاة...كنتِ يا رقعة من روحي البالية كل انفاسي...ورحلتِ...فزالت انفاسي وها اني استعد للقائك الاخير...اقبل بروحي التي تسكنك كل اركان ذاكرتك علها تستفيق كما افاقت الاميرة النائمة بقبلة الامير المنقذ...ولكنني اخاف...اخاف عليك عبء حياة تغزوك دون ان احميك...عل النوم هو الافضل لك حتى لا تعلمي السم الذي دسست في احلامي كلما اقتربتُ ولم تنتبهي...عل النوم هو منقذي من الم رؤيتك تعبرينني مع رجل غريب...نامي فلن ازعجك ولن تعلمي عني شيئا...وسانام للابد لأن النوم الآن ملاذي ...