
لم تكن تتوقّع أن تُصبح خطوتها التالية نحو المجهول. كانت على وشك التقدّم، لكن شيئًا ما أوقفها شخصٌ غريب ظهر من العدم، ملامحه شاحبة كالثلج، وعيناه تلمعان بلون الياقوت الأحمر، كأنهما تنظران إلى قلبها لا وجهها. لم يتحرّك. كان يراقبها بصمتٍ قاتل، بنظراتٍ تتدلّى منها شهوة افتراس. اقترب منها ببطء، وفي عينيه رغبة جامحة لا لشيء سوى أن يشرب من دمها، ضاقت المسافة بينهما حتى اختنق الهواء فتح فمه كاشفًا عن أنيابٍ حادّة تلمع في الظلام واقترب من عنقها. لكنّه لم يفعل شيئًا فقط اختفى. هكذا دون صوت، دون أثر.All Rights Reserved