ما أشقى تلك اللحظات التي كنت أبتغي فيها أن يصير الصغار كبارا ، لازلت لا أدري السبب وراء ذلك ، لكن الأرجح و الأصح أنني كنت أرغب في التعرف على مفهوم الحياة التي أعيشها من منظور آخر غير الذي ألفته ،فلطالما عهدت معظم أوقاتها لعبا و لهوا وتسلية . لكن، بعدما بلغ الشوق مني مبلغه ، و دارت الأيام دورتها تحقق المبتغى، ليتبين أن الحياة عبارة عن مشاغل و هموم و رغبة في كسب رغد العيش مهما كلف الثمن و سعي وراء تحقيق الذات في مجتمع لا يرحم الصغار فما بالك بالكبار. و في ذلك الوقت ، أدركت أنني قد اقترفت جريمة في حق نفسي،ألا و هي الشوق إلى هذه الأيام ، ما جعل الحنين إلى الطفولة أقسى و أمر ما لقيت ، وا أسفاه على أيام مضت لم يشق فيها اليأس طريقه إليها ! يا حسرتاه على انتظار دام دون أي مكافأة على صبرنا الطويل ! لقدصدق من قال أن الدهر لا يعرف رحمة و لا شفقة ، يتلاعب بأقدار بني البشر كيفما شاء ووقتما شاء حتى يرمي بهم في لجة الحياة ،فيقضي على أغلى ما يملكون .... أحلامهم ..All Rights Reserved