إذا تكلم المرء بلغة ما ، فهو يحدد هويته الحضارية و الانسانية و اذا امتلك لغة ، حدد مركزة في المجتمع ، فاللغة و ان كانت وسيلة للتعبير عن الفكر ، فهي تمثل الفكر كله ، ولا عجب بعد ذلك اذا تحققت اسباب التطور و الرقي نتيجة العناية بها. و اللغة ليست هدفا بحد ذاته ، بل هي اذاة تنقل الأفكار و المشاعر بين البشر ، و هي اداة اتصال و حاملة معلومات ، فقد قامت اللغة بدور الوسيط الاجتماعي ، و نجحت في تحقيق الاتصال و التواصل بين البشر . و كان اكثرهم قدرة على التأثير في نفوس سامعيه ، هو من يملك مهارة الكلام ، و يستعمل لغته بمرونة وطواعية في مختلف المجالات ، وكانت الفعالية الاجتماعية ترتبط بالبلاغة ، و هذه لم تكن تحتاج إلى أي اساس مادي ، بل تشترط قوالب ابلاغية جيدة عند المتكلم ليصنف بين المؤثرين في مجتمعه. لقد اجمع علماء التربية المعاصرين على اعتبار اللغة أساسا في اكتساب المعارف والتعبير عن المعطيات الفكرية ، و التفاعل المستمر بين الانسان ومجتمعه و بيئته لانها تشكل وسيلة تكشف ما يدور في النفس ، وتعرض ما ينتجه الفكر وبها يجري التفاهم ، و في رحابها أيضًا تنطلق المواهب ، و تتفجر الطاقات الخلاقة .All Rights Reserved