. ألا يا نفس ويحك خبِّريني حديثاً صادقاً لا تكذبيني فإنَّ الموت محتومٌ عليك ولو عُمِّرت ألفاً من سنين ولو عُمّرتِ ويحك عُمر نوحٍ لكان الموت قطعاً زائرينِ وأين الأوَّلون فلا نراهم وأين الآخرون من القرونِ ملوكٌ كانت الدنيا لديهم بآلاف المدائن والحصونِ فكم منهم عزيرٍ قد تسلَّى عن الدنيا سُقي كأسَ المنون فوا أسفي ويا حزني إذا ما بكى أهلي عليَّ وغمَّضوني وسجَّوني على نعشٍ المنايا وسار الناس حولي يَتبعوني توالى سيرهم وله ضجيجٌ وهم في سيرهم يتبادلوني وحطَّ رحالَهم أرض المنايا وقد صَفَّوا الصفوف وقدَّموني وقاموا بالصلاة عليَّ جمعاً وتحت الأرض جمعاً أفردوني فلا عينٌ تساعدني بدمعٍ فَحُقَّ لمقلتَي تبكي شجوني فيا أهلي قطعتم حبل عهدي فإني لا أراكم تذكروني ذَوي الميراث يقتسمون مالي فما بالي وقد جحدوا ديوني تَمُرُّ أقاربي من حول قبري كأنَّ أقاربي لا يعرفوني سلام الله أحبابي عليكم وإن طال الزمان ستلحقوني ا