البارت الثالث خرج احدهم من العيادة وتبعه اخر.. وثالث.. لم يبق الا اثنان.. قال لي احدهم: اسمع يا عبدالله! انت اكبر من ان نقول لك احضر والدك!! -خيرا انشاءلله يا دكتور... ماذا تقصد؟! فقال باسلوب حازم: -التقارير والاشعة تدل! علئ وجود ورم في رأسك، حجمه يزداد بسرعة مخيفة ، وهو الان يضغط علئ عروق العين من الداخل ، وفي اي لحضة يمكن ان يزداد هذا الظغط.. فتتفجر عروق العين من الداخل.. فتصاب بالعمئ.. ثم تصاب ينزيف داخلي في الدماغ ثم تموت!!.. ثم سكت الطبيب.. نعم سكت .. لكن كلمته الاخيرة بدأت تردد بأذني... تموت.. تموت.. يا للهول.. ما اقسئ هذه الكلمة...ما اشد وقعها علئ. النفس.. أموت.. نعم اموت.. لكن شبابي.. رواتبي.. وضيفتي.. ابي..امي.. أموت!! صحت باعلئ صوتي.. يا دكتور!!.. ماذا؟..كيف؟..متئ؟..ورم؟..كيف ورم؟..متئ ضهر عندي؟..ما سببه؟..وانا في هذا السن؟.. اعوذ بالله ؟ ورم؟ سرطان؟ لا حول ولا قوة الا بالله.. -نعم ، ورم .. ولا بد من علاجه بسرعة، كل دقيقة.. بل كل ثانية تمر.. ليست في صالحك..الليلة ندخلك المستشفئ ونكمل التحاليل الازمة، وفي الصباح -انشاءلله - نفتح رأسك ونخرج الورم.. قال الطبيب هذه الكلمات بكل حزم ... وبرود... قالها وهوة يمسح نظارته ويقلب نظرة في اوراق بين يديه.. اما انا فلم اكن استمع اليه بأذني فقط بل اظن ان جسمي كله قد تحول في تلك الساعة الئ اذن