ابدأ بسم الله
(الغني و الفقير )
بداية القصة.
مررت ليلةأمس برجل بائس ، فرأيته واضعا يده على بطنه كأنما يشكو ألما ، فرثيت لحاله ،
وسألته: ماباله ؟ فشكا إلي الجوع ، ففثأت عنه ببعض ما قدرت عليه . ثم تركته وذهبت إلى زيارة صديق لي من أرباب الثراء و النعمة ، فأدهشني أني رأيته واضعا يده على بطنه ، وأنه يشكو من الألم ما يشكو ذلك البائس الفقير . فسألته عما به ، فشكا إلي البطنة . فقلت : يا للعجب ! لو أعطى ذلك الغني ذلك الفقير ما فضل عن حاجته من الطعام ، ما شكا واحد منهما سقما ، ولا ألما .
لقد كان جديرا به أن يتناول من الطعام ما يشبع جوعته ، ويطفئ غلته . ولكنه كان محبا لنفسه ، مغاليا بها ، فضم إلى مائدته ، ما اختلسه من صفحة الفقير ، فعاقبه الله على قسوته بالبطنة، حتى لا يهنأ للظالم ظلمه ، ولا يطيب عيشه . وهكذا يصدق المثل المثل : بطنة الغني انتقام لجوع الفقير .
ما ضنت السماء بمائها، ولا شحت الأرض بنباتها، ولكن حسد القوي والضعيف عليهما،فزواهما واحتجنهما دونه ، فأصبح فقيرا معدما ،شاكيا متظلما؛ غرماؤه المياسير الأغنياء ، لا الأرض و السماء.
الموضوع: الغني والفقير.
الراوي: المنفلوطي.
بقي ثلاثة أجزاء احتفظ بها وانتظر بها فإنني راحل لكن قادم.