ايتها الأنثى

أيتها الأنثى!
أتعلمين أن ما يحبط عزيمتك، وينحر وجودك المحتوم؟
ليس وجهك الذي ذبل، ولا ملابسكِ الرثّى، إنما ذلك بيتكِ بين أفراد أسرتك، سواء ذلك الأب القاسي وأمك المهزومة أمام أعباء المنزل والتي لا تكاد تنتهي، وأختك الفظة اللسان والتي تحاربك وتنافسك في إثبات جمالها أمامك بقصد أو بغير قصد، وذلك الاخ المدلل والتي ترى الاسرة أنه حامي المنزل من تقلبات الزمان فيحرمك صفاء عيشك وينسى أن لك حقوقاً عليه وعلى أبويك بإعطاءك قسطاً من الإهتمام.

إن ما لا يدركه عقلك أيتها الأنثى أنك محاربة من هؤلاء الثقال بتقاليد ومن ظروف عيش مقفرة تماماً بمبدأ الأخلاق الحسنة، فتكوني كتلك الشتلة والتي زرعها الزارع ليس بقصد أنه يريدها أن تكبر وتعطيه ثماراً وإنما مخافة أن تذبلي في مكانك فيغرسك بيديه دون أي مبالاة، هل حقا أن الارض خصبة، هل ذلك الطقس ملائم للغرس تحت تهديد الحرارة المفرطة أو تحت عامل الرياح القوية، فتحرقك وتذيبك أو تعصف بك فتقتلع جذورك الضعيفه من أرضك والتي لم تكن يوماً سبيلاً للحياة .. فيكون ملاذك الموت فتنحني للإستسلام لتلك الظروف القاسية التي لم ترحم ضعفها، ولا قلة حيلتها، ولا شعورها بالظلم.
هذا تشبيه قريب ليصف حالة الخنوع والتي يفرضها علينا المجتمع وتلك الاسرة التي لاتزال مقتنعة أن الأنثى تظل أنث