تبعت عمتي الى غرفة الجلوس فوجدت ديما تجلس على الاريكة واضعة يدها على خدها وهي تنظر إلى النافذة بشرود..
تنظر خلف الغيوم ..
تنظر لعل الامل يأتي من بعيد ..لعل الشمس يومآ تشرق من جديد
لعل الرحمة تداوي جرحا قد استوطن قلبها الصغير..
احاسيس غريبة انتابتني وانا اراها هكذا..
لوهلة..شعرت ان هذا المنظر قد تكرر من قبل..
خيل لي انني ارى جسدا اثيريا لطفل صغير..يجلس امام ديما منتظرا عودة والديه..
نعم..لقد رأيت نفسي..
حين ارتسمت تلك الصورة في مخيلتي بدا الأمر وكأن ديما تقف اما م المرآة..خصوصا بعد ان اصبح شعرها الى كتفيها..
في تلك اللحظة فقط ادركت شيئا..
طفولة ديما هي انعكاس تام لطفولتي ببؤسها..
ديما تشبهني في كل شيء..
في الشكل..والبؤس..والطفولة المشتتة..
ديما هي مرآتي... .