انتهي من كتابة النص ، فيشيخ الزمن مجددا وتعود الحياة الى رتابتها، لم أعد أعرف ما الجدوى مما أكتب ، و إن كان تدوين أفكاري الغربية بهذا الشكل ضربا من الحماقة أو محاولة للنجاة . إنما أدرك جيدا أنني لولا الكتابة لكنت مجنونة أو خرقاء تقوم كل صباح بالبحث عن نفسها و لا تجد سوى انعكاس لملامح أنثى في المرآة. أنا مجبرة الآن على الشعور باللامبالاة تجاه الأشخاص و الأشياء من حولي لأنها جميعا مكررة حيث لا شيء يثير الاهتمام ، الوقت يلتهم ما يمر به بطريقة سيئة تخلف الكثير من الفتات،و أنا أحاول بشكل جدي جمع هذه الأجزاء الناجية من جشع الزمن لأشكل منها المكان الخيالي الذي يظهر فقط حين أشرد ، أكتب ، و أقرأ ليلا على أريكتي المتهالكة. الحقيقة الوحيدة الجديرة بالتصديق ، هي أن كل شيء في هذا العالم يؤول الى البؤس ، أننا نتمسك بالتفاصيل الصغيرة و نحن مغمضي الأعين كي لا نلمح الهاوية التي تقترب يوما بعد يوم. نحن نقنع أنفسنا عبثا أننا مرتاحون و سعداء ، و أن العمى الذي نتظاهر به أفضل بكثير من رؤية وجه الواقع الدميم.All Rights Reserved
1 part