إمتثلت أمامه خائفة، مرعوبة، لا أرى شيئا عداه، " وحش الظلام " من غيره، إبتسم لي ابتسامته المفزعة، الخبيثة المعتادة، لكني اكتفيت بالسكون، اعتدت زياراته اليومية يقربني من الموت في كل مرة ليعيدني مجددا بألم و إرهاق مضاعف، يبتر أعضاء روحي و ينهكها . في إحدى الليالي حالمة الظلام امتثل أمامي ببنيته الضخمة، ارتعبت و لكن عجزت عن الحراك، قال لي : " ما هو أكثر شيء ترينه مخيفا ؟"، تسلل الدمع من عيني و لم أجبه، فاستأنف قائلا : " أنظري حولك، كل شيء ساكن، ليس حاضرا سوى أنا و أنت و العتمة، أين هي الحياة التي تتباهين بها ؟ أين الأصدقاء الروحيين الذين تزعمين أنهم مصدر سعادتك ؟ لا سعادة ... هذا القانون الأساسي للحياة، ما تسمونه السعادة ليس سوى مرحلة ما قبل مرارة الألم، ابتلعي حرارة الواقع الأدهم "، و نظر في وجهي تلك النظرة التي تبعث القشعريرة في جسدي، كلماته تمحي كل صورة ملونة أحملها عن الحياة، لا يخلف في ذهني سوى الظلام، يمنعني عن إبصار أي شيء مشرق، يعنيني و لا يدع لي سوى السواد التخبط فيه، جعل حياتي شاحبة، ما كان ذنبي ليأسرني و يعذبني حد الموت ؟! لكن ذلك اليوم، تلك الليلة لم تكن كالعادة، امتلكت الجرأة للحديث و نلت الشجاعة الكافية للمواجهة، قلت له بنبرة اندفاعية هجومية :" يا لك من وحش قذر، سلبت كل النور من حياتي ، كلAll Rights Reserved