SOEJUD
في زمنٍ سُحق فيه الحب تحت سنابك الخيول، وتبددت الوعود مع دخان الحروب، وُلدت الحكاية.
لم تكن هذه قصة فارس يبحث عن مجدٍ زائل، ولا أميرة تنتظر من ينقذها من برجٍ عالٍ، بل كانت شرارةً أضاءت في عتمة التاريخ، جمعت بين قلبين في عالَـم تمزقه التيجان، وتخنقه التقاليد.
في الغرب، حيث تتقاطع طرق الحديد والدم، نشأ لويس زابتاريا، ابن فارسٍ خاض ألف معركة ولم يُهزم سوى بالموت. وعلى الضفة الأخرى من الحلم، وفي قصرٍ مطوّق بالورد والنار، ترعرعت لورا أرمينيوس، ابنة ملكٍ يتوسد السيف، ويخشى الحلم.
كانت الممالك تتناحر كما تتناحر الوحوش في الغابة، وكان الزمن ينهش ما تبقى من الطهر في العروش. ووسط كل ذلك، كان هناك من يؤمن بأن الحب قد يكون أشد من ألف جيش، وأقوى من ألف نبوءة.
لكن لا حبّ بلا اختبار، ولا قدر يتحقق دون أن تُراق الدماء، وتُكسر القلوب، وتُبذر الخيانات.
هذه قصة عن رجلٍ لم يُخلق لينحني، وامرأةٍ لم تُخلق لتُقيَّد، عن قصائد كُتبت على لحم السيوف، ووعودٍ تناثرت تحت المطر، وممالك بُنيت على جراح العشاق.
فلتصغِ جيدًا، أيها القارئ، فإن ما ستقرأه ليس مجرد حكاية، بل نبوءة حُفرت في جذع الزمن، نبوءة تقول:
"حين يذبل التيجان، وتبكي السيوف، سيُبعث الحب من رماد الممالك."