Yassmeen_Q
كان الماء وطنها...
صامتًا، ناعمًا، يخبّئ أنفاسها ويخفيها عن العالم.
لم تعرف اليابسة إلا من حكايات قديمة، ووشم محفور على كتفها منذ المولد...
لكن يوم اختارت الخروج، لم تأخذ شيئًا معها.
لا صوتها.
ولا جلدها القديم.
ولا أغنية البحر التي كانت تحفظها عن ظهر قلب.
خرجت لتتعلّم كيف يُنطق الحرف، كيف يُؤكل الضوء، كيف يُلمَس الهواء...
خرجت لتعيش.
لكنها لم تكن تعلم...
أن هناك من ينتظرها.
رجلٌ لا يشبه أحدًا، بصوتٍ يشبه الموج، وعينين لا تُشبه اليابسة ولا البحر.
حين تلتقي به...
لن يكون لقاءً.
بل سيكون نداءً.
ولعنَةً.
وبداية أنفاس... فوق الماء.