user69456701
ظلّ جريفز
كانوا يقولون إن القصور القديمة تحتفظ بأنفاس أهلها.
وإن بقي فيها شخص واحد، يعاني... يتعذّب... يتمنّى الموت-فهي لن تسمح له بالرحيل.
ستجعله جزءًا من جدرانها. من الأرض. من الظلال التي لا تموت.
في قصر آل جريفز، كان هناك خادم واحد.
واحد فقط.
لم يعرف الابتسامة منذ أن كان في السادسة.
فُطِم على الجوع، ورُبِّي على الألم، وسُجن في الصمت حين خُيّط فمه بالخيط والإبرة.
اسمه فلوريان، لكنه نسيه.
ما تذكّره فقط... هو كيف لا يشعر.
كيف لا يصرخ.
كيف لا ينام، لأن النوم عنده كان أكثر كابوسًا من اليقظة.
وسيده؟
ذلك الرجل الرمادي، فيكتور جريفز، الساحر، السيّد، الساديّ.
مات في صمت.
ومات وحده.
ومات بعد أن نام فلوريان... لأول مرة في حياته.
في ذلك اليوم، تنفّس الخادم الجائع.
ابتسم، رغم ألم جلده.
ولأول مرة... أحس بشيء يشبه الحرية.
لكن القصور لا تُطلق سراح أحد.
وريث جديد قادم.
غريب. ساخر. لا يعرف شيئًا عن القصر، ولا عن فلوريان، ولا عن الخيط الملعون الذي ما زال يربط بين الظل والإرث.
اسمه أندرو.
وربما، هو أيضاً لن يخرج من هذا القصر كما دخل.