لم أكنْ أتخيَّلُ أن عشريناتِ العُمرِ بهذا الثقلِ،
وبذلك التخبُّطِ..
كنتُ أحلمُ أن أكونَ أحدَ الكبارِ فحسب!
لم يخبرْني أحدٌ بما سأقابله إذا كبرتُ؛
لم يقلُ لي أنِّي سأسهرُ أرقًا، و أنامُ هربًا.
لم أعرفْ أن لقلبي المسكين نصيبًا من خذلانِ الأصدقاءِ و فراقِ الأحبابِ و فقدِ الأشياءِ التي يريدُها!
لم يخبروني أن الحياةَ ستكونُ مسؤولياتٍ أحاولُ تحمُّلَها، وأن العُمرَ سيتحوَّلُ إلى ضغطٍ أجاهدُ في التأقلُمِ عليه..
حياةُ الكبارِ صعبةٌ؛
أصعبُ من قلبي الذي يأبى أن يتركَ طفولتَه،
و نفسي التي لا تزالُ في رقَّةِ الأطفالِ وفي خوفِهم أيضًا.
أريدُ أن ينتشلَني أحدُ الكبارِ من هذه الحياةِ،
و لكن الحقيقة المُرَّة إني أصبحتُ أحدهم،
وهذه حياتي ولا مفرَّ منها..
- سمر اسماعيل
منذ أن صارت سعادتنا مرتبطة برحلة إلى أرياف سويسرا و شواطئ المالديف و حقول التوليب في هولندا و ثلوج موسكو و أزقة إسطنبول صرنا نشعر و كأن العالم بأسره قابع على صدورنا لأننا حملنا أنفسنا أمورا فوق طاقتها ...
جميل أن يحلم المرء و يخطط للمستقبل ، لكن التعاسة حين تنسى واقعك و تعيش في أحلامك قبل أن تتحقق ، بإمكان أي شخص أن يكون بسيطا كما كان في عمر الثامنة ، الرضا يعني ألا تعلق نفسك بـ أحلام تحققها شبه مستحيل في الوقت الحاضر ، يعني أن تتعايش مع واقعك دون أن تستسلم له .
النفسيات فسدت و الرضا انعدم ، نبحث دائما عن السعادة لكن لا أحد يعلم أنه كي تكون سعيدا يجب أن تكون راضيا و الرضا لن تجده إلا بداخلك .. فـ لو كنت راضيا صدقني ستكون سعيدا حتى و أنت تعد أوراق زهرة ذابلة في حيكم البائس
كلما مررتُ من أمام مدرستي القديمة، انهالت على رأسي الذكريات،
تذكرت الأصدقاء بلال عبدُ القهار ، شـهاب و الكثير .. تذكرت الضحكات، المَقالب السخيفة التي كنا نفعلها، قهقهاتنا في الفصل و شجاراتنا التي كنا نتعادى فيها من الحصة الأولى و نعيد نسج خيوط صداقتنا في الحصة الثانية كأن شيء لم يكن
استيقاظنا باكرًا ونحن نرددُ متى ستنتهي تلك المرحلة حتى نكفُ عن الاستيقاظ باكرًا،
الأوقات التي كنا نقضيها في "الفسحة" لا نفعل شيئًا سوى الحديث والضحك والتذمر من طول الحصص،
طابور المدرسة الذي كنا دائمًا ما نتأخر عليه ونُعاقب،
أوقات الامتحانات ونحن نهون على بعضنا البعض إذ كانت صعبة، ونقيم الأفراح إذ كانت سهلة والحق يُقال حتى السهل كنا نراه صعبًا،
ركضنَا في الطرقات لنذهب إلى "الدروس" ونحن متأخرون ووقوفنا على الباب مدة نتعارك من سيدخل أولًا لينال التوبيخ،
نظرات الفخر والتشجيع إن نِلنا الدرجات العالية، ونظرات اللوم والتأنيب إذ انخفضت درجتنا قليلًا.
أنظر لكل زواية وكُلي شوق، ففي ذلك المكان بدأ كل شيء، وانتهى كل شيء أيضًا، وأتمنى دومًا أن يعود ذلك الفصل من حياتنا؛ حيث كنا لا نَحمل همًا ولا نُلقي بالًا فأقصى همومنا كانت الامتحانات ودرجاتها، غير ذلك ماكنا نفكر في شيء.
أضيف إلى قائمة الإنجازات أنني مهما بلغ بي التعلق أجيد الإفلات.
أتذكر ذلك اليوم الذي أغلقت فيه صفحة أخذت من وقتي وجهدي الكثير
أغلقتها حتى أنَّها أصبحت ذكرى عابرة، حتى أتى صاحبها يسأل: كيف فعلتها بهذه البساطة!
نعم، أفعلها وبأبسط من تلك البساطة..
فأنا أحاول وأحاول ومن ثم أحاول حتى أنظر في عينيك فلا أراني ولا أرى محاولاتي،
فأنسحب غير آسفٍ على شيء إلا محاولاتي.
لهذا كله لا تأخذني على محمل الاستضعاف لكوني شخص ليِّن الطبع، سليم النفس.
أنا أخترت أن أكون هكذا وأحبّ ما أنا عليه، وأحبّ أيضًالنفسي أن تكون في مكانها الصحيح مع أشخاص تستحق وجودها..
Ignore User
Both you and this user will be prevented from:
Messaging each other
Commenting on each other's stories
Dedicating stories to each other
Following and tagging each other
Note: You will still be able to view each other's stories.