- بعد سماع (بوب) لجنون أفكار (ماكس) وكما هي العادة التي تجري ، الناس تنفر منك إذا كان بإعتقادهم بأن كلامك خارج حدود المنطق ، قرر (بوب) بأن ينقطع عن (ماكس) لفترة و بحسب إعتقاده عله يعود إلى رشده .
- (ماكس) يجلس على كرسي وسط غرفة الجلوس وهو مسترخي تماماً و يضع أمامه صندوق صغير من المعدن المغلف برقائق الألمنيوم ، ثم يهم ليبدأ بتفكيكه من جديد و ليتفحصه كما لو أنه يبحث عن سبب أعطاله ، ثم يهم بالنهوض ليحتسي القليل من الشاي و بعض السكر الزائد لكي يساعده على إعادة الطاقة إلى جسده ، كان بالنسبة ل (ماكس) تشغيل الذهن بأقصى طاقاته لفترة طويلة هو التعب الحقيقي الذي يعادل عمل بدني شاق طيلة يوم كامل .
- يستلقي (ماكس) على سريره و من ثم يهم بالنوم العميق من تعبه ، و بعد ساعة بالظبط يستيقظ على صوت حادث سير في شارع شقته ، وهو جالس في سريره ينظر إلى السقف و يستجمع تركيز سمعه ليفهم ما يجري ، يسمع تعالي أصوات الناس فينهض و يذهب إلى الشرفة ليرى ما يجري ، و يقول في خاطره : إنه حادث بسيط لا يستدعي مني بأن اعطيه جلّ اهتمامي ، و لكن هذه الناس تحمل الموضوع على قدر كبير من الجدية و كأن قنبلة نووية قد القيت ها هنا ، يبدو ان تكبير الأمور منهم هو ما دفعني للاستيقاظ و ملاحقة فضولي لمعرفة ما يجري .
- هنا لمعت بذهن (ماكس) فكرة قد صعقته و ذهلته ، يدخل إلى الداخل و يقف أمام الصندوق المفكك كالمجنون وهو يهمس : نعم تكبير الأمور ، عليي تكبير الأمور و لن تنجح التجربة دون تكبير الصندوق .
- في هذه اللحظة و لصدف القدر يرن جرس الهاتف .... يرفع (ماكس) السماعة ليجيب ، فيرد عليه شخص و يقول: سيد ماكس هل لي بأخذ دقيقة من وقتك ، يجيب : نعم تفضل ولكن من المتصل ، يجيبه الشخص : أنا اسماعيل صاحب الحانة ، (ماكس) : اسماعيل ؟!! تفضل ماذا تريد يا سيد ، (اسماعيل) : لقد سمعت بأنك تمر بضائقة مالية و أنا بحاجة إلى شخص مقرب و معروف ليدير لي هذه الحانة ، فأنا متعب قليلاً و بحاجة إلى العودة لفترة إلى بلدي ، (ماكس) : بصراحة لقد فوجئت... سيد اسماعيل دعني افكر ولكن ثق بأني غالباً موافق ولكنني بحالة تشتت ذهني الآن ، (اسماعيل) : خذ وقتك و لن أجد من هو أفضل منك ، (ماكس): حسناً سأعاود الاتصال بك، (اسماعيل) : حسناً سيد ماكس .
- يستغرب (ماكس) و يفرح بالوقت ذاته ، فعملية التدريب المهني ليست كافية لسد نفقات ما يصنعه بذلك الصندوق المجهول ، فهو يحتاج إلى مردود مالي إضافي .
- (ماكس) : لا بد بأن ذلك الثرثار بوب هو من حدثه عن ضائقتي المالية ، قد يكون بوب نافعاً في أغلب الأحيان ولكنني استغرب لماذا انقطع عني فجأة ، فهو ساذج و مع متانة الصداقة التي بيننا إلا أن الإنسان لم يخض إلا جزء صغير و ضئيل من تجارب حياته الحقيقة ، و من الأمور التي تنهار عندها الصداقة هي تجربة إقحام امثاله بأمور معقدة ، أنا لم اطلب منه بأن يحل لي مبرهنة فيرمان ولكن جلّ همي هو بأن افضفض عن مكنوناتي في المكان الصحيح ، على كل حال شكراً يا بوب و لن انسى ما فعلت .
أنت تقرأ
النقطة الرمادية ( البدايات )
Science Fictionقصة النقطة الرمادية هي قصة من صنف الخيال العلمي ، تتحدث عن شاب يكتشف تقنيات مخفية عن أعين الناس و التي توصله إلى سلسلة من الحقائق و المطاردات.