الاهداء
الى الأصدقاء
لكل واحد وقف جنبي وجبر بخاطري
ولكل حدا دايما يستنى اني اكتب
للناس يلي بتشوفني ايقونة
بدي قول شكرا من القلب
ولاحلامي المجهضة يلي عم ادفنها بالكتابة...
ياسمين ميرا باي
ساندريلا
جميعكم تعرفون قصة ساندريلا، قصة الذل والهوان لفتاة فقدت والدها وتحولت الى خادمة لزوجته وبناتها، ولم تستطع ان تهرب من غبنها سوى بزواجها من الامير الوسيم، اي انها خرجت من سجن الى سجن اكبر، في الواقع قد تحاكي قصة سندريلا قصة اغلبية الفتيات العرب، لكنها قصة ذكورية بحته لا رجاء منها سوى تعليم الفتاة ومنذ نعومة اظافرها الخضوع والخنوع وانه لا مستقبل لها ان ضاع سندها الذكوري في هذه الحياة سوى اللجوء الى ذكر آخر..لكن اليوم اضع بين ايديكم نسخة جديدة لهذه القصة، حيث لا دور للذكور فيها، ولا مكان للفتيات الضعيفات، ربما عندما كنا صغاراً سمعنا القصة النمطية، لكن الان اطلب من كل واحدة منكن ان تحكي هذه النسخة لفتاتها قبل النوم..
لم تكن ساندريلا فتاة خاضعة ابداً بل كانت قوية لدرجة ان لا شيء استطاع كسر عزيمتها، حتى وفاة والديها لم تنل منها بل اصبحت اكثر عزماً واصراراً للمضي قدماً وتحقيق احلامها، وطبعاً حلمها الاعظم هو الاستقلال والابتعاد عن زوجة ابيها المستبدة، لذا كانت تدرس بكل جد في معهد للتطبب بالاعشاب، كان دائماً حلمها ان تصبح حكيمة ومداوية حتى تساعد المساكين..
لذا ابقت امر المعهد سراً عن زوجة الاب حتى لا تتمنعها او تضع مزيداً من العراقيل في طريقها، كان طبعها مسالم جداً ولطالما تجنبت اثارة المشاكل ولكنها في النفس الوقت متمردة جداً وتعشق المغامرة كما انها كانت عنيدة وان اصرت على شيء فعتله حتى لو انطبقت السماء على الارض، يصبح الشيء هاجساً في رأسها الى ان تتمكن من جعله حقيقة ملموسة، وهذا ما جعل زوجة ابيها تمقتها لانها طموحة وذات ارادة من فولاذ بينما ابنتيها تتحليان بغباء مريع، لا يهمهما في هذه الحياة سوى الملابس والشباب..
كانت ايضاً شغوفة بالموسيقى والقراءة، تعشق الموسيقى الكلاسيكية وتقرأ كل ما يقع تحت يدها، رغم انها لم تكن تجد الكثير، اذ ان زوجة الاب باعت مكتبة والدها لمكتبة المقاطعة العامة مقابل بضع جنيهات، كم احزن هذا الامر ساندريلا بل كان من اكثر الامور التي احبطتها، اذ ان مكتبة والدها كانت تساوي ثروة لا تقدر بثمن، لكن عزائها الوحيد ان الكثيرين سيستفادون منها الان..