اكتب لاولئك الذين يريدون القراءة،
لاولئك الذين هم بحاجة للقراءة،
الذين بدون القراءة تذبل ارواحهم...الى الياسمينة التي تعرش على جدران قلبي
هذه قصة خطرت لي على حين غرة اتمنى ان تنال اعجابكم
مستوحاة من فلمي
Equilibrium 2002
The Lobster 2015
ي.ب
انه يوم الوداع!
لطالما كرهت هذا اليوم وحاولت تجنبه دائما لان اغلب من كانت معهم يصبحون عاطفيين بشكل لا يطاق، بينما هي كانت عملية تفصل مشاعرها عن الواقع وتتقيد بالقوانين كما هي وكفى، تنهض باكرا وتعيش ذلك اليوم على انه يوم آخر لا اكثر، بعيدا عن الدراما والتراجيديا..
في يوم الوداع يحق للشريكين يوم عطلة مدفوع الاجر حتى يتمكنا من قضاء آخر اربع وعشرين ساعة سويا والاستمتاع بها لاقصى حد، كان البعض يعتقد ان سنة واحدة غير كافية على الاطلاق خاصة اذا كان الشريك جيدا، وآخرون قالوا انها مدة طويلة جدا وجب تقليصها خاصة ان حول شريكك حياتك الى جحيم، مشاكل، عراك، غيرة، خيانة، تقليص للحريات، كل هذه الامور باتت تنتمي للعصور المظلمة السحيقة لا يجب ان تعاش في هذا العصر الذي يتميز بدقة عالية من التنظيم، لذا طالب المتحررون الاكثر تحررا ان يتم فسخ العقد في حال ما اذا مر اي شخص بحالة كهاته، او تمديدها ان كانت فترة مريحة، لكن الدستور كان واضحا وصريحا "سنة واحدة لا غير، لا أكثر ولا أقل، شريك واحد كل سنة لا يجدد عقده"، ورغم انهم يعلمون انه من سابع المستحيلات تغيير الدستور الذي شرع سنة 2369 ومر عليه قرنين من الزمن دون اي تعديل واحد!
في اي زمن تدور قصتنا وفي اي مكان؟
انه كوكب الارض سنة 2550، نظام عالمي موحد يحكمه عصبة واحدة مكونة من 25 شخص يعرفون بالقادة مقرها في العاصمة أثينا التي اصبحت عاصمة العالم بعد الثورة العالمية المدمرة التي قادها شعوب المعمورة في كل مكان ضد انظمتهم سنة ال 2100، ولا أحد يعلم حتى الان كيف توحدت الشعوب فجأة، عرفت هذه الثورة ايضا باسم الحرب الشاملة.
حرب دامت 75 عاما دارت رحاها في مختلف مناطق المعمورة، بعدما كان يرزح العالم تحت الانظمة الرأسمالية المتعفنة، الاوبئة والامراض المختلفة ولوبيات صناعة الادوية الذين شنوا حربا بيولوجية لم يعرفوا ولم يتمكنوا من اخماذها في الاخير، عندما قامت الثورة كانت البشرية على شفا حفرة من الانقراض!
في النهاية وكالعادة لم ينل الشعوب سوى المآسي وربح الحرب اولئك الذين سيطروا منذ البداية على السلاح والمال، وبعد انتهاء الحرب هيمنت على الساحة حركة المتحررون الجدد، ولا يغرنكم اسمها فقد كانت اسوء من ديكتاتوري البشرية اجمع.