بيضاء شقراء...في تقاطعها ذقة... شعرها الذهبي فيه ضياء و صفاء... تبدو للمرإ شيئ مشرق وفي بسمتها إشراق ... في ملامحها رقة و بهاء. عيناها لا تزيدان بأكثر من نقاء نفسها و صفاء روحها.
تشبه إلى حد التعاسة أميرات ديزني في جمالهن و حسن خلقهن و طيبوبة ققلوبهن .
لكن شاء القدر أن تعيش حياة قاسية محفورة بالمشاكل ,قسا القدر على الفتاة و هي لم تعرف معنى الحياة بعد. نعم إنه القدر ذاك الكائن العاهري بدون حواس ولا عقل يستجيب لرغباته كحيوان يسير خائفا عند سماعه طلقات بندقية , يهرول ويركض و يصنع تاريخه بخطواته على الأرض الخصبة ... و ها هو القدر يجعلني أكتب عنه مجددا ... يالا القدر.
و السبب والدها نعم والدها كان رجل شرطا ذو شارب كثيف كرجال تركيا... قاسي في تعامله...صارما مع أهل بيته ... أنانيا ...طالما... جمعت شخصيته كل صفات القبح ... كان عاشقا "للروج و الماحيا" و كل الأشياء التي تسكر العقل لمدة ...يحب البذخ و سهر ليالي مع " الشيخات" .يأتي كل ليلة يتمايل يمينا و يسارا إلى بيته ليجد بنته تنتطره و تنطر إليه في صمت قاتل , لينهال عليها بالكلام الذي يكسر شرايين صدرها من شذة خيبته ونجاسته .ساعيتا هي في نفس الوقت إلى تهدئته و محاولة إرضائه لكي لا تسوء سمعت العائلة أمان الجيران .
والدتي ... صمت قلبي حين أردت التحدت عنها ... سيدة واعية و متخلقة ... لا يسمع صدى صوتها في الحي ولا حتى في البيت ... إمتازت شخصيتها بالطابع الذكوري رغم جمال ملامحها... ذات وجه صافي ... تتخلله تجاعيد تحفر بخطوط لون الزمان ... لقد ضحت بالكثير من أجل والدي .
امي فقدت حنان الأم وهي في عمر ثلاثة أيام و خمسة ساعات و أربعة و عشرين ثانية... و فقدت لحب الأب و هي في العشرينيات من عمرها . نحن نعلم بأن القاعدة تقول " فاقد الشيئ لا يعطي " أمي كسرت هذه القاعدة وأعطت لبناتها الحب ...الود...الرحمة...الحنين...حب التسامح... حب الخير و العطاء...بل أعطته حثى لأبي عفوا للرجل الذي قسا عليها و على بناتها رغم هذا لم تستسلم ... و تحاول بكل قوتها أن تخرج داك الرجل من حياة العهر و الفساد ...
وبقية الأم تتألم في صمت قاتل.