43 9 0
                                    

قد تتوقّف الحياة في عينيك في لحظات الحزن، وتظن أنّه لا نهاية لهذا الحزن، وأنّه ليس فوق الأرض من هو أتعس منك، فتقسو على نفسك حين تحكم علي انفسك بالموت، وتنفّذ حكم الموت بلا تردّد، وتنزع الحياة من قلبك، وتعيش بين الآخرين كالميت تماماً. لم يعد المعنى الوحيد للموت هو الرحيل عن هذه الحياة، فهناك من يمارس الموت بطرق مختلفة، ويعيش كل تفاصيل وتضاريس الموت، وهو ما زال على قيد الحياة. فالكثير منا يتمنّى الموت في لحظات الانكسار، ظنّاً منه أنّ الموت هو الحلّ الوحيد، والنهاية السعيدة لسلسلة العذاب، لكن هل سأل أحدنا نفسه يوماً ماذا بعد الموت .. ف انا أريد أن أرى موتي من بعيد أن أطير نحوه، أتأمّله أتفحّصه عن قرب، وأريد أن أرى ملامح وجهي وهي تستقبله، لا أريد موتاً يخطفني دون أن أعرف. أريد لو أستطيع أن أعود بعد موتي قليلاً، لا لأرى هل تغيّرت حياة أحد بعدي، ولكن لألقي نظرةً خاطفةً على أشيائي، وهل تقاسمها الأحياء بعدي. ماذا سيفعل الناس في عزائي، يشربون القهوة، والشاي، ويتحدثون عن غلاء الأسعار، ربما تسأل امرأة عابرة أية واحدة منهم التي ماتت؟. ربما يعزي في موتي أشخاص قابلوا أمي في صالة انتظار ما، وتبادلت الأرقام معهم، ربما جار جديد سكن الشارع المقابل مر تلي عزاء موتى فالموتي يريدو أن يخرجوا رؤوسهم من القبور ليروا ما فعلنا بعدهم، وما كنا على وشك كتابته، ولم نكتبه لأنّنا نخاف الاقتراب من الوجع، ومن الغياب.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 28, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مـَــــوت....حيث تعيش القصص. اكتشف الآن