الفصل الرابع والأخير.

1.6K 155 12
                                    

“ الفصل الرابع والأخير "

_ أُحِبُكِ_

أُحبُ صبركِ في هوايا

وأُمنياتكِ الأربعة عشر

عانيتُ ألمًا في فراقكِ

وأمام بريق عيناكِ، يتلاشى وجعي ويندثر

أهواكِ يا مولاتي، يا سيدتي، يا فاتنتي ، يا وجه القمر .

----------

مُنذ أن تلقت خبر فراقه عنها وهي كالتي صُفعت على وجهها حتى سالت خيوط الدماء من سائر وجهها، لا تعلم لمن تلجأ؟ ولمن تشكي أوجاعها؟ .. سُلبت جميع أُمنياتها في غمضة عين.باتت ذات وجه شاحب وعينين ذابلتين وفقدت نضارتها كُليًا، تُكرر هذه العملية كُل صباح .. تكتب إليه خطابات بالأمس وأثناء ذهابها إلى كُليتها ، تُلقي بالخطابات من أسفل عقب البابِ ، ليست بخطابات غرامية هذه المرة .. بل خطابات من قلب مكلوم يشتكي مرارة الفقد .

كان يراودها سؤالًا واحدًا فقط، لِمَ الفراق دون تصريح به أو تلميحات حتى؟ .. هي لا تلومه أو تُحمله ذنب أوجاعها؟ لأنها من أحبته وعافرت لتكون معه رغمًا عنه؟ .. ولكن لِمَ استخف بمشاعرها لهذه الدرجة؟ .. مرّ شهر واثنان وثلاثة ولم يأتِ بعد !! .. لا تعرف عنه شيء .. ليتها ما أحبته إلى هذه الدرجة.

مرّت الشهور وتقدم (طارق) لخطبتها ، أخبر والدتها بأنه يُريد أن يتزوجها وسيكون أهلًا بها وألا يُحزنها ، رفضت تمارا مرارًا .. لا تقبل ببديل له .. لا يجب أن تخدع نفسها من بعد الآن .. فهو كالإحتلال الإسرائيلي في قلب فلسطين .. باق .. يؤلمها ولا يزول .. لم تصمد طويلًا أمام إصرار والدتها وغضبها عليها .. لتنصاع .. صاغرة .. مُرغمة .. لا بأس فوجع الرضوخ لا شيء أمام وجع الفقد .. تم خطبتها من طارق .. الذي كان يزورهما مرة كُل أسبوع ليقضي لهم حاجاتهم .. لا ترتدي خاتمه في إصبعها أبدًا وفي يوم مجيئه تضعه والدتها عنوة حتى لا تُحزن ذاك .. كانت كلماتها معه مُقتضبة ويائسة ، وذات مرة أخبرته بأنها لن تُحبه يومًا .

_ " إنت عارف إني مش بحبك ولا هحبك، ليه صابر لحد دلوقتي ومش بتمل؟! ".

كانت تصرخ في وجهه بهستيرية، فكرة أن تكون لأخر ، تُثير تقززها وجنونها .. أجابها بنبرة هادئة :

_ " زيّ ما إنتِ ما ملتيش من حبك لـ " تليد " .

تمارا ببكاء مرير : " مش همل ، أنا مش همل ، أنا مش عايزة حد غيره يا طارق ، أنا عاوزة تليد " .

----------

امتدت الشهورُ سنة ولا أثر له، كان عليها أن تقتنع بأنه لا مجال لعودتهِ ، وما زادها يقينًا بذلك ، تحديد يوم زفافها بـ طارق ، ذاك الذي أقحم نفسه في بئر عُتمتها .. الذي لا مكان له فيه .

(في يوم زفافهما ) ..

كانت القاعة تطُل على النيل مُباشرة، هواء الليل العليل يخترق النوافذ حتى يُداعب جفونها المُبللة بالدموع ، كان ثوب زفافها هدية من طارق .. صُدمت ما أن رأتهُ .. أنه بالضبط نفسه .. ذاك الفستان الذي رأته في إحدى المجلات فقامت بقطع الصفحة ودستها في درج مكتبها .. ولكن طارق من أين علم بشأن هذا الفستان؟ .. فلم يره أحدًا من قبل سوى مُعذبها .. عندما جاءته بالصورة وقالت له :

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 13, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

نوڤيلا "عاجز بكامل إرادته" كاملةًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن