-1-

137 6 11
                                    

بسم الله
.
.
.
بدأت أشعة القرص الدائري في السماء بلملمة أشلائها مغادرة تلك المدينة التي سحرت العالم، مودعةً لها ولكن تَعِدُها بلقاءٍ قريب.

لم تكن المباني ضخمة لذلك يمكن لأي شخصٍ رؤية غروب الشمس الخلاب.

ولكن رغم ذلك لم تفكر ألينا بالخروج من كوخها الصغير كما تُطلق عليه.

على الرغم من أن هذا الكوخ الصغير هو فقط حجرتها التي تتوسط منزل ليس بالكبير ولم يكن ضئيلًا أيضًا، إلا أنه يعني لها الملاذ الآمن من هذا العالم.

ربما إن كانت تعلم كيف تستخدم قواها بشكلٍ كامل، لكانت الآن مُحصنة كُليًا.

أما سبب شعورها بالأمان هو أن سام قام بإطلاق تعويذة على غرفتها، حتى هو لن يستطيع الدخول بدون إذنها.

كما فعلت والدتها تمامًا في صغرها، لقد طلبت هذا متأثرةً بها.

ولكن تلك الشقية الكبير ستُتمم عامها السابع عشر قريبًا، كما أن آران قارب على الواحد والعشرين.

مرَّ على إنتقالهم لهذا العالم خمسة عشر عامًا، ياله من رقم تصفقُ له الأيدي!
إنه حتى أطول مِما قضته ماري في عالمِ البشر.

فضلَّ سام الإنتقال إلى مدينة صغيرة تتوارى عن الأنظار، أقرب إلى المدن الريفية ولكن بلمسةٍ عصرية.

مثيرٌ للسخرية هو وضعه، بعدما اعتنى بالطفلة الصغيرة؛ الآن يعتني بأبنائها.

نظر للسماء المُطلة من نافذة المطبخِ الواسعة وامتلئت مقلتيه بالقليل من الدموع هامسًا:
«تُري أين أنتِ الآن»

شعر بألمٍ كبير لفراقها فقد كانت طفلته المدللة الصغيرة رغم أنها كانت باردة كالثلج معه إلا أنه أحبها من كل أعماقِ قلبه.

حاول دائمًا حمايتها لكن لابد من أن يتخذ القدر مساره المحدد.

بعد زواجها بعدة أشهر قامت بصنعِ رابطة بينها وبين رايان وسام أيضًا.

إن حدث لأحدهم مكروه فستنقطع تلك الرابطة، وهى الآن لم تنقطع فقط بل مُدمرة.

تُرى أين ذهبتِ بعد موتكِ يا ماري؟

أستتحولين مثل والدتكِ أم سترقدين بسلامٍ كما يأمل الجميع؟

بدأت دموعه بالإنهمار رغمًا عنه فقام بطردهما من على خديه بسرعة حتى لا يراه أحد الطفلان.

قهقهَ ساخرًا من نفسهِ، فقد نسى تمامًا أن آران لا يتواجد بالمنزل إلا نادرًا.

|  كوميرانيوس  |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن