الفصل الثالث

1.1K 27 4
                                    

رواية انكسار رجل
الفصل الثالث
بقلمى / هدير خليل

برغم ان حازم غير مقتنع بتلك الخطوة الإ انه ليس امامه خيار اخر و الطريق المتاح امامه اما جده الذى يرغب فى كسرهم او خاله الذى لا يحب اخته و دايما على خلاف معا بسبب ذلك ليتنهد حازم بتعب و هو يطالع الطريق الذى تسلكه السيارة الى المنطقة الشعبية التى لم يتخيل فى احلامه البشعه ان يخطوها او ان يكون احد سكنها ، ليزفر حازم بضيق فإذا كان هذا شعوره هو الذى قد رأى الكثير من خلال عمله و احتكاكه بالبشر فماذا سوف يكون شعور ليلى التى ولدت وهى فى فمها ملعقه دهب مثلما يقولوا فهو لم يجعلها تشعر باليتم او الاحتياج طول حياته بعد وفات اهلهم فماذا سوف يفعل معها الآن فعندما وصل عماد بهم الى الحارة هى منطقة شعبيه الى حدا ما.
هتف عماد بترحيب.
=اتفضل يا بشمهندس
نزل حازم واتجه إلى ليلى وقام بحملها ليحمحم عماد بحرج.
= ينفع تنزلها وهى تمشى لواحدها؟؟
رد حازم بعصبيه طفيفه.
=أنت شايف حالتها تسمح أنها تمشى لواحدها!!
هتف عماد بتوضيح.
= أنا مش قصدى حاجه.. انا بقول كده بس عشان احنا فى منطقة شعبيه.. بس ولا يهمك يا بشمهندس اتفضل.
سار خلف عماد ولكن لاحظ نظرات كل من فى الشارع له، التفت حازم الى مصدر الصوت الذى اوقف عماد والذى لم يكون سوى أمير كبير المنطقة.. هو شاب ثلاثيني ذات قوة جسديه تعادل بنيه حازم او اشد قليلا و عيون رماديه حادة حاصل على دبلوم تجارة يمتلك مخازن لبيع البقوليات الفول و العدس و...إلخ و هو يعد كبير المنطقه لا يحدث بها شئ الإ بإذنه او ان صح القول هو الفتوة بتاع المنطقة.
= ايه يا عماد مش ترمى السلام يا جدع؟!
تقدم منه عماد بتوتر لاحظه حازم باستغراب، ليستمع إلى حديث عماد.
= ازيك يا كبير ايه اخبارك؟؟
هتف أمير وهو ينظر لحازم وليلى.
= انا تمام بس انت اللى شكلك عندك اخبار!!
اجابه عماد بارتباك.
= دول.. دول السكان الجداد هيتاجروا الشقة اللى فضيت عندى.
هتف أمير ببعض الحده.
=همممم.. طيب هى المنطقة دى مش ليها كبير برضوه تستاذنه ولا ايه؟؟
هز عماد رأسه بالإيجاب.
= طب..طبعا يا كبير بس.. بس هما لسه هيشوفوا الشقه لو عجبتهم هيتاجروا.
حازم نظر لأمير بستغراب يغلفه الاستخفاف و كانت تقابله نظر أمير المتفحصه و المستمتعه بنظرات حازم، ليهتف أمير بابتسامه هادئه.
= ماشى يا عماد.. المرة دى هعديها بمزاج.
تمتم عماد بارتياح.
= ربنا يخليك يا كبير.
نظر عماد الى حازم وأكمل حديثه.
= تعال يا بشمندس اتفضل
بعد أن تحرك حازم خطوتين سمع نداء أمير له.
= اسمك ايه يا هندسه ؟؟
حازم ابتسم بستخفاف و كان يرغب بعدم الرد و لكن سبقه عماد بالتعريف تجنباً للمشاكل.
= البشمهندس حازم و.. و دى اخته.
هز أمير رأسه بخفوت وأشار لهم بالمغادرة.
= شكلنا هنشوف ايام عناب بالصلاة على النبى.
هتف أحمد الذراع الأيمن لأمير.
= مش كان المفروض تعلم الواد عماد الادب يا كبير عشان دخل ناس المنطقه من غير ما يستاذنك.
تمتم أمير بوعيد.
= كله فى وقته حلو.. روح شوف مصلحك انت.
رد بطاعة.
= حاضر يا كبير.. انا هروح اجيب عربية الفول.
هتف أمير بتحذير.
= متتاخرش عشان نلحق ندخلها فى النور قبل ما الدنيا تظلم.
هتف وهو ينهض.
= مسافة السكه.. سلام عليكم.
_و عليكم السلام
على الجانب الأخر عند حازم وليلى فى شقة عماد، عندما دخل حازم انزل ليلى وحاوط خصرها حتى لا تسقط ليهتف عماد بابتسامه.
= ايه رايك يا بشمندس ؟؟
تغاضى حازم بالرد على رأيه فى الشقه وهتف بتسأل.
= مين اللى وقفنا واحنا طلعين؟؟
اجابه بتحذير.
= ده كبير المنطقه.. و الاحسن ليك انك تتجنبه و تمشى تحت الحيط و ملكش دعوة به و.....
قطع حديث عماد صوت ضحكات ليلى الرنانه الذى سحرت هذا المسكين، ليلى حاولت ان تسيطر على ضحكاتها عندما القى عليها حازم نظره صارمه محذره لتغمغم بعتذار.
= سورى.. بس أن انت تمشى تحت الحيط دى عجبتنى و شكلى هستمتع بالقعدة هنا على ماتشات القتال الحر اللى هشوفها.
ابتسم حازم لها لعلمه ماذا تقصد؟؟ فهو حصل على بطلة الجمهوريه فى القتال الحر غير حصوله على الحزام الاسواد فى الكارتيه، عاد بنظر إلى عماد وهتف بهدوء.
= بس الشقة مفيهش اى عفش احنا محتاجين اوضين و سفره...
قاطعته ليلى بهمس.
= حاززم
كشر بين حاجبيه باستفهام.
= ايه؟؟
اقتربت من أذنه وهمست له.
= احنا مش معانا فلوس لكل ده.. و لسه كمان الايجار.. كفايه نجيب سرير كبير يكفينا انا و انت.. و دلاب و خلص و لو على الاكل ناكل فى الارض مش مشكله يعنى.
ربت على كتفها بحنان قائلا.
= متشغليش بالك انتى انا هرتب كل حاجه اخوكى راجل ولا ايه؟
ختم حديثه وهو يرفع إحدى حاجبيه ينتظر اجابتها لترد بمحبه.
= و سيد الرجاله كلهم
التفت حازم إلى عماد يكمل حديثه قائلاً.
=ها يا عماد نجيب اللى قولت عليه ده منين ؟
رد عماد بتردد.
= هو فى بتاع موبليه كويس و اسعاره حلو بس...
زوى حازم بين حاجبيه باستغراب.
= بس ايه ؟
اجابه عماد بتوضيح.
= هو بره المنطقة مش هنا يعنى.
لم يفهم حازم ماذا يقصد بحديثه.
= و ايه المشكلة مش فاهم ؟؟
زفر عماد أنفاسه بتردد قبل أن يكمل حديثه.
= المشكلة أن هنا فى المنطقة فى واحد بتاع موبليه لازم نأخد منه.
رد حازم بسخرية.
= و ايه اللى لازمه بقا أن شاء الله؟!
لا يعلم عماد كيف يفهم حازم الأمر، فهتف يشرح له الأمر.
= اللى لازمه أنه تبع الكبير وهو اللى فرض القانون ده على كل اللى فى المنطقة أن اللى عايز يشتري حاجه يشتريها منه.
تمتم حازم بسخرية.
= والله!!!!!!
أكمل عماد شرحه للأمر.
= هو زى ما هو مفرض علينا كده، برضوه مفرض عليه يستحمل الناس ويقسطوا له بالقسط المريح.
غمغم حازم باعتراض فهو بالتأكيد لن يتبع هذا الهراء.
= الكلام ده ما يمشيش عليا.. لو أنت فاضى دلوقتى نروح نجيب الحاجه وناجى.
رد عماد باعتراض.
= أنت كده هتفتح علينا أبواب جهنم من اولها.
نظر له حازم بضيق هو يكره الخضوع والجبن ويبدو أنه سوف يقيم فى منطقة تتميز بالأمرين.
= ملكش دعوة أنت أنت اجرت لى المكان وأنا حر أجيب من مكان ما يعجبى هتاجى معايا ولا أنا ادور بنفسى.
رد عماد باستسلام.
= أمرى إلى الله يلا بينا.
مد حازم يده له قائلا.
= هات مفتاح الشقة.
نظر عماد إلى يده الممده باستغراب برغم من ذلك اعطاه المفتاح الذى تناوله منه حازم وأعطاه لأخته وهو يوجه حديثه إلى عماد.
= المفتاح ده معاك نسخ غيره؟؟
كشر عماد بين حاجبيه بتعجب وهو يجيبه.
= معايا نسخه تانى اللى كانت مع السكان القدام.
هز حازم رأسه بهدوء قائلا بحزم.
= هاتها.
نظر له عماد بصمت يحاول أن يستوعب طلبه قبل أن يهتف.
= ليه؟
غمغم حازم بتوضيح.
= يعنى أكيد مش هسيب ليك المفتاح وأنا هسيب اختى لوحدها فى البيت وأنزل شغلى.
رد عماد بعتاب.
= عيب عليك يا بشمهندس دا احنا ولاد بلد وبنفهم فى الأصول.
رفع حازم أحدى حاجبيه بستغراب وهتف بصراحة وصرامه.
= وأنت زعلان ليه مادام تعرف الأصول؟ أنا معرفكش عشان أثق فيك أو فى غيرك هتجيب المفتاح ولا نمشى.
صمت عماد يعقل الأمر فى رأسه لثوان وهو يطالع ليلى قبل أن يهتف باستسلام.
= هجيبه من شقتى.
هز حازم رأسه بالإيجاب.
= ماشى.. وأنا جاى وراك.
خرج عماد واتجه إلى شقته المقابله لشقة حازم، الذى التفت لأخته بعد خروج عماد.
= أول ما اطلع تقفلى الباب بعدى بالمفتاح و متفتحيش لحد فاهمه يا ليلى.
هز رأسها بطاعة.
= حاضر متقلقش عليا.
قبل حازم جبينها وخرج وقامت ليلى بغلق الباب خلفه بالمفتاح، بينما اتجه حازم إلى شقة عماد و وقف أمام باب الشقة ينتظره حتى خرج له و أعطاه المفتاح ثم اتجه كلاهما إلى خارج المنطقة.
بعد ان مر بعض الوقت ذهبت ليلى إلى البلكونه لتنتظر أخيها حتى يأتى لا تعلم لما تأخر هكذا... فى نفس توقيت خروجها كانت قد وصلت سيارة محمله بأكياس (شوايل) من الفول فاتجه أمير إلى السيارة وتحدث مع أحد الأشخاص الذي هبط من السيارة وثم قام بخلع قميصه وظل بتيشيرت حملات داخلي واتجه إلى الشوايل وحملها وتبعوه كل رجل موجود فى هذا الوقت يساعده لا تعلم إذا كانت هذه المساعدة حب أم خوف ظلت ليلى تتابعه حتى شعر أمير أنه مراقب فوقف فجأه ونظر حوله حتى وقع نظره على ليلى فغمز لها مما جعل ليلى ترجع إلى الخلف بصدمه، كيف له أن يفعل ذلك وأمام الجميع بتأكيد حازم سوف يقتله عاجلا أم أجلا...
ارتعبت ليلى عندما وصل تفكيرها إلى هذه النقطة هل ستظل إلى الأبد مصدر شقاء لأخيها، قطع تفكيرها صوت طرقات على الباب يتبعه صوت حازم فهى قد أخذتها أفكارها ولم تشعر بمرور الوقت ولا حتى بقدوم أخيها، فتحت باب الشقة ليبتسم لها بطمئنينه ويحثها على الابتعاد عن الطريق حتى يستطيعوا العمال أن يدخلوا الأثاث الجديد.
بتأكيد أمير لن يسمح أن يكسر أحد قوانينه التى لها سنوات يتبعها الجميع بطاعة.

يا ترى ايه هيحصل بين أمير و حازم ؟
يا ترى ايه هيحصل مع ليلى ؟
انتظروا الفصل الجاى ياريت يكون فى تفاعل مع الرواية
يتبع
☆☆☆☆☆

رواية انكسار رجل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن