في مرة شوفت بنت جميلة جدًا جدًا بتحاول تنتحر من فوق كوبري، جريت عليها بسرعة كبيرة أوي، وبدأت أقرب منها وحسيت إنها خايفة ومترددة فقولتلها:
= مالك يابنتي، ليه بتعملي كدة.
" بصِتلي وهي مخضوضة وعيطت بصوت عالي وزي ما تكون شافتني طوق نجاة ليها "
- خطيبي سابني وخطب واحدة جميلة، وكل ده علشان ربنا خلقني وحشة!!
"بصيتلها وضحكت بصوت عالي"
- إنت بتضحك عليا!!
= يابنتي ماهو عنده حق بصراحة هو رِضي بيكي إزاي من الأول أصلًا هو كان أعمي ولا إيه!!
" بعد ما سِمعت كلامي لاقيتها في أقل من ثانية مِن غير تفكير نطت وموتت نفسها، وصوت ضِحكي بقي أعلي وأعلي"
= مجنونة كانت جميلة جدًا بس قِلة إيمانها خلِتها شاكة في نفسها.
يلا عُمرها بقي.ملامح وشي إتغيرت وعينيا بقت حمرا وبصيت لفوق وأنا متضايق وقولت بصوت عالي أوي :
= أنا أحسن منهم كلُهم أنا اللى عبدتك الأول، أنا أذكىٰ وأرقىٰ، أنا من نار لكن هُما من طين.
بعد كدة عينيا بقي ماليها الشر وكملت في طريقي لوحدي.
" حقيقي البشر دول محظوظين، علي الرغم إن عُمرهُم قصير، بس جمبهم ناس بتحبهم ومالية حياتهم".
وفي وسط ما أنا سرحان لاقيت أم قاعدة علي كرسي متحرك قدام البحر وإبنها واقف جمبها بيضحكوا وكان شايل عيل صغير في إيده عمال يعيط وسمعت الإبن وهو بيقول لأمه:
- هروح أجيبلك الدوا واجي بسرعة يا ماما، مش هتأخر عليكي.
- ماشي يا حبيبي بس ماتتأخرش عليا.
- حاضر يا حبيبتي.
- ربنا يحفظك يابني ويكفيك شر الغفلة." استنيت شوية ولما لاقيته راجع مِن الصيدلة جت فرصتي"
قربت منه واحدة، واحدة
= إبنك ده يا حبيبي!
- أه يا عم الحاج إشمعنا؟= بيفكرني بـ إبني الله يرحمه، علي فكرة أنا كنت زيك بالضبط فضلت أهتم بأمي كدة لحد ما غصب عني قصرت في حق إبني وتِعِب ومات مني، ودلوقتي أنا عايش طول حياتي خايف أقابل ربنا بسبب اللي عملته.
"سِكِت شوية وقال:
- أنا فعلًا حاسس إني مقصر معاه أوي، ومن يوم موت مراتي وأنا ابني في رقبتي والحِمل زاد عليا، وعلي طول بيعيط وأنا أمي وخداني مِنُه معظم الوقت.
"طلعت من جيبي فلوس كتير كُلها ورق بـ 200 جنية"
= هقولك علي الحل وإدعيلي.
"بَص لإيدي وعينيه بدأت تِلمَع"
- قولي يا حاج.
= دول 10 آلاف جنية، وديها دار مُسنين وخليها تعيش حياتها، وإنت كمان عيش حياتك، وكل أول شهر هديك زيُهم، وخلي بالك من ابنك ليحصلك اللي حصلي.