رفع فنجان قوته السوداء الى فمه يرتشف منها من جديد مستمتعا بالهدوء الغريب الذي ساد الأجواء أخيرا و الذي أضحى مزعجة بطريقة ما ولا يعلم لما .
فبالفعل و خلال السنتين المنصرمتين لم يتمكن من احتساء قهوته بهدوء و الاستماع بالسكون الذي يعمل القلعة الكئيبة عادة و التي ما أصبحت كئيبة بسببهما .
فلم يخلوا يوم ولا ساعة من شجاراتهما الدائمة و التي تنشب لأتفه الأسباب ، ولطالما تساءل : أحقا لا يتعبان ؟!
على كل مرت 3 أيام منذ غادر رورونوا جزيرة الكآبة متجها الى أرخبيل شابوندي ، وقد رافقته أميرة الأشباح لارشاده كون ذلك الرجل يملك حساب فظيعا حقا فالاتجاهات ، لذلك فقد عم السكون القلعة بعد زمن طويل و الغريب أنه لم يحبذ ذلك كالعادة .
رفع الجريدة اللي التقطها للتو من النافذة بعد ان القى بها طائر الأخبار ليشرع في تفحصها ، و يبدو ان الأخبار الحارة قد عادت مجددا فهاهو خبر عودة قراصنة قبعة القش الأكثر شهرة يتصدر من جديد الصفحة لأولى و عناوين الأخبار بعد غياب دام لسنتين الوقت الذي ظنهم فيه أغلب الناس موتى .
لكن لم يحدث ذلك و الطاقم الذي أرهق الحكومة و البحرية و الجراند لاين بأكمله قد عاد للابحار من جديد و وجهته العالم الجديد ، و يبدوا أنهم و كالعادة قد واجهوا بعض العقبات و تسببوا في بعض المتاعب .
انتحال شخصية قبعة القش لضم أفراد أفراد جدد للطاقم ؟ هه أي معتوه هو من سيحاول فعل ذلك !! لا يوجد احد بامكانه أن ينتحل دور ذلك الفتى المطاطي أيا كان شخصه .
"تادايمااااا "
صوت أنثوي طفولي عم الأرجاء كاسرا ذلك الصمت لتدخل تلك الفتاة من الباب طائرة و بجانبها أشباحها العائمة .دخلت القاعةلترمي بنفسها على الأريكة الكبيرة التي بجانب ميهوك بتعب .
" ذلك الرورونوا ، انه حقا شخص غبي لا أعلم لما ساعدته ، لو لم أفعل لكان قد ذهب الى مقر البحرية بدل من الشابوندي . مع ذلك لم يشكرني حتى " قالت فتاة الأشباح ذلك بتذمر و احباط بينما تريح جسدها على الأريكة ." اذا كيف حالك " قالت موجهة سؤالها هذه المرة لكتلة الجماد المتكومة على الأريكة ، ليجيبها بصوت جامد كملامح وجهه
" لما تسألين ؟!"
زاد ذلك من سخطها لتصرخ بتذمر " انا المذنبة التي سألت عن حالك ، هل انت بشري حتى ؟! لم أرى في حياتي شخصا بليد المشاعر مثلك ، ان بقيت معك فسأصاب بالجنون حتما "نهضت من الأريكة متوجهة للأعلى بينما لا تزال تتمتم بتذمر ، و هاقد عاد الصخب من جديد الى أركان القلعة الهادئة و لسبب ما أصبح هو يشعر بارتياح أكثر . ربما قد تعود على الضجيج الدائم و الشجارات بين زوروا و بيرونا ؟! لكن لما ألم يفضل الوحدة و الانعزال دائما ؟ لما تجتاحه هذه المشاعر الغريبة الان .