لمْ يكُن حُب من أول نظره

232 6 0
                                    

كنت خارجة من هناك و وقفت فور رؤيتي لها..
كأنها أخذت لون الشمس و لفحته بعودها الأسمر و اكتست به ، يتغزل بمفاتن شخصها رداء أحمر اللون يُبين تضاريس خارطة جسدها ؛ تسدل شعرها كليلٍ حالك السواد لا يعقبه صباح ، عنقها ألماسة يزنيها ألماس ؛

منحوتة الجمالِ و التفاصيل حينما رأيتها أول مرة ، أحسست بشيءٍ غريب يسار صدري ، لا أعلم كيف هو؟
لكن مؤكد أنه لم يكن حباً من النظرة الأولى..!
أُخذت بجمالها و تغاضيت عمن بجانبها ثوانٍ قليلة ثم لاحظت لتلك اليدين تحيط بخصرها! اوف الآن انتبهت أنني ما زلت في ذاك المكان ، تباً إنها كذلك أيضاً!!
حسناً سأخرج ما دخلي انا إن كانت مو... هيييييا.

شعرت بضيق لوجودها هناك بين تلك الأيادي ، كغزالٍ بين مجموعةٍ من النِمور كل واحدٍ يريد أن ينقض و يلتهِمَها.
خرجت و لم أستطع إنتظار صديقتي التي جاءت بي إلى هنا حتى ترى صاحبة المنزل لغرضٍ ما أبغض معرفته ، قدت سيارتي و عدت لبيتي.
دخلت و لم يكن بإنتظاري أحد ؛ أسكنه وحدي انا و الأثاث نؤنس وحشتنا مع الجدران.
أقضي أوقات فراغي مع رفيقة السوء " سيجارتي " لا بل هي صديقة الأوقات السيئة ؛ هي الوحيدة التي تشهد على جانبي المظلم ، تحترق لأجلي ، تسمح لي بأخذ الثأر منها على ما يثقل قلبي و لا تتذمر..! أصارع معها ذكرياتٍ دُفنت منذ عشر سنوات ما زالت باقية معي.
أشعلتها و عادت تِلك الذكريات مع أول حب ، أول فتاةٍ أحبها و أتذوق طعم الحب معها أول قُبلةٍ ( أتعلم شعور الطفل عندما يتذوق الحلوى للمرة الأولى!؟ لهفة نفسه للمزيد و المزيد منها ، عندما يسدل ستار عينيه عند جمال و روعة المذاق!! ) هكذا كان شعوري حينها بل و أعظم💙
و لكن لم يتركنا و شأننا الملعون الفراق... صداع صداع صداع!
أشعلت الثانيه و مرت على بالي وقتها تلك الجميلة ، لقد رأتني لكنها لم تحرك ساكن كيف إنتهى بها الأمر بتلك القمامة؟!
قاومت الصداع مع ألم رأسي و نمت بعد جهد ، في صباح اليوم التالي اسيتقظت ناسيةً ليلة البارحة أخذت فنجان قهوة و خرجت لعملي.

رنّ هاتفي و انا أقود السيارة لم أنتبه للطريق ، حتى ضغطت على المكابح بسنتيمتراتٍ من امرأةٍ كبيرةٍ في السن ، ترجلت و كنت خائفة أن يكون صابها مكروه وجدتها فاقدةً للوعي ، و صوتٌ من بعيد يصرخ ( أمي أمي ) ارتعبت أكثر

حين اقتربت و أمسكت والدتها و هي تبكي ، إنها هي.!
عادةً في هكذا موقف أي شخص آخر سيكون في حالة قلقٍ و توتر إنما انا كنت أتبسم لرؤيتها!! و رؤية جمالها مرة أخرى..
( أي معتوهٍ ذاك من يراقب الجمال بكل هذا الدنو دون أن تحترق عيناه!! )
كثرت الأصوات و تجمع الناس و ازدادت الضجة و الجميلة ما زالت تبكي.
( هل بإمكاني أخذها إلى أقرب مشفى؟! سيكون كل شيء بخير )
وافقتني الكلام ، لا يوجد حل و سأستطيع أن أخرج منها.
حمِلَت رأس والدتها على قدميها على الكرسي الذي خلفي و هي قلقة عليها
لم تفارقها عيناي.

( هل تنوين رفع شخصٍ آخر معنا للمشفى)!!
كم هي محرجة كلماتها ، لكن ما ذنبي إن كانت عيناكِ هي السبب!!
أكملت قيادتي حتى وصلنا إلى المشفى و الحمدلله لم يصب والدتها أي شيء إنها فقط الصدمة...

ذهبَتْ بلا عودهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن