جاءت بشغف و ذهبَت بلا عوده

157 6 1
                                    

أظُنني لم أضحك هكذا من قبل على دهاء شخص ، لا أعلم كيف خطرت على بالها فكرة كهذه ، و لكن بذكائها قد احتفظت بشيءٍ ثمين من حقي انا فقط سيكون..

أخبرتني أنها حين يأتي " الزبون " كما تقول تُذوّب حبة منوم بالمشروب و تتركه حتى ينام ثم تخلع ثياب كلٍ منهما ، عندما يستيقظ ذلك الخرطيط يظن أنه ظفر بالحسناء ، ف يفخر بإنجاز لم يحصده غباءه ، يا لها من فتاة!

احتضنتها و تواعدنا مرةً ثانيه ، كثرت و توالت اللقاءات بيننا ، أصبحتْ وجهتي في كل مرة تقابل أشعة الشمس عيناي ، كل يومٍ عن يوم يتفاقم ما في قلبي تجاهها ، كل مرةٍ أسمع صوتها أو أراها يكبر ما بداخلي شيئاً فشيئاً كالجنين ببطن أمه زاد عمره عن السبعة أشهر ، لا يمكن إجهاضه ، فقط يجب أن يُولد إلى الحياة..
هكذا كبر الحب بيننا ، تقاربت الأفئده و توحدت روحينا ، لم أعد أحتمل تواجدها هناك و إن كان لم يلمسها أحد ، أُخذ مني الكثير حتى تكون معي في بيتي و بحضني لكنها باتت معي ، هي لي فقط لي..

أصبحتْ صباحي هي ، لم أعتقد أن الحُب سيدرك طريقه إلي مرةً أخرى أو يقتحم قلبي ثانيةً ، لكنها فعلتْ اجتاحت قلبي بعد سكون و هدنه ، زاحمَت آلامي بفرط السعادةِ معها..
يتجدد جمالها بتوافق مع حبي لها و يتجدد شغفي بالحياة بها.

تلك الأيام التي مضت و نحن معاً ، عشناها سوياً بكل شغف بكل حب بكل جنون ، نؤدي طقوس الحب كل يوم كأول يوم ، لم يتسلل الملل يوماً قلبينا ، لم يفرق أمر بيننا حتى الخصامات كانت تنتهي بلذةٍ و نشوة.

لم يستطع إنسان خلق شرخٍ فيما بعضنا ، تخطينا كل محطات الافتراق و البعد ، لكن كان الدخيل ذلك اليوم ما لم يكن بوسعي إيقافه أو التحكم به ، وجد طريقه إلى حبيبتي و نفذ إليها آخذاً إياها من بين يدي ، كانت بين ذراعيّ عندما فرّق بيني و بين جسدها ، بنفس ذاك الجمال الذي رأيته أول مره ، البسمةُ على وجهها تبين تلك الحُفرة على خدها ، يدها و هي تتمسك بخاصتي رافضه أن تتركها وحيده

قالت : لو أن الكون اتحد على أن يفرق بيننا غير هذا ما فلح ، لا أحد به حول و لا قوة أن يمنع الموت عنّا ، أريدكِ أن تذكريني بلا وجع ، تحبيني بلا أن يتألم قلبكِ علي ، أن يبتسم محياك كلما خطرَتْ ببالكِ ذكراي ، أن تعيشي الحياة بكامل فصولها لا تذبلي ، سأظل أحبكِ حتى في السماء ، ستبقين رفيقتي من على البُعد ، أريدكِ أن تسامحيني فقط على ذهابي هكذا..

سامحتكِ على ذهابكِ بلا عوده لكن لا سامح الله ما أخذكِ مني ، ما زلتُ أحبكِ ما زلتُ أذكركِ ما زلتي معي حتى من على الجهة الأخرى.💙

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 27, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ذهبَتْ بلا عودهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن