فراشة في مهب الريح..
أميرة في عمر الزهور، ريم ذات العشر سنوات، تعيش رفقة والديها بأحد المجمعات السكنية بحي الأمير عبد القادر في ڨديل، فرحة بالعودة الى المدارس، لتنهي آخر سنة لها في الطور الابتدائي، بعد أن اشترى لها والدها ملابس جديدة ودفاتر وأقلام وكل ما تحتاجه استعدادا للدخول المدرسي، تركض وتقفز هنا وهناك تعبيرا عن سعادتها وأكثر منها سعادة والداها لابتسامة فلذة كبدهم، فهي بكل الأحوال وحيدتهم بعد أن تعسر الحمل والانجاب ثانية على السيدة الثلاثينية فاطمة رغم كل الجهود التي بذلها زوجها الطيب محمد الذي يكبرها بسبع(7)سنوات، ومع هذا لم يعترضوا على قضاء الله وقدره، بل حمدوه وشكروه في كل صلاة وكل ركعة على هبته لهم المتمثلة في ذلك الملاك "ريم" التي منحتهم الفرصة لتجربة شعور جديد، الأمومة والأبوة وتأسيس عائلة متكاملة.
على طول الفترة الممتدة من الدخول المدرسي الى نهاية الثلاثي الأول من السنة الدراسية 2010م-2011م، اعتاد محمد ايصال وحيدته ريم الى مدرستها صباحا قبل ذهابه الى عمله واعادتها معه مساءا عند عودته الى المنزل، بينما تكفلت السيدة فاطمة باحضارها من هناك من اجل وجبة الغذاء ثم اعادتها مرة أخرىلاستكمال دراستها للفترة المسائية، وفي كل ليله لا تكف ريم عن سرد ما حصل معها في يومها على مسامع والديها اللذان يفرحان لفرحتها ويحزنان لتعاستها. انتهت الامتحانات بتربعها على القمة، مفخرة والديها كما اعتادت في السنوات السابقة، وهاهي عطلة الشتاء تكاد تنتهي منذرة ببداية الثلاثي الثاني تحت أمطار الشتاء الباردة التي تنتظر على الأبواب لمفاجأتهم يوميا بططلتها البهية على أرض الله الواسعة، يا أهلا وسهلا بشهر يناير، يا سلام على بداية جميلة لسنة جديدة، ترحيب حار بسنة 2011م التي تخطت عتبة رأس السنة لتثبت أحقيتها باستلام عجلة القيادة هذه المرة وفق شروطها وقوانينها.