1) سِيَاما

55 1 0
                                    


                       1) سِيَاما

"هدووء رجاءً .. لا بد من حل تلك المشكلة، لا تقلقوا"

"سيدي، مكان الهبوط مجهولا إذا استمرينا على هذا الحال، دعنا لا نتتبعه، علينا أن نهبط بعد خمس دقائق!!"

"يا إلهي، لقد اصطدمت بنا المركبة للمرة الثانية، ما الذي يمكننا فعله ماريو ؟!"

أغمضت عيني لأفكر للحظات ......

في الحادي عشر من حزيران عام 2020 عبر مرور زمني عن طريق جهاز دكتور دايسون المتطور حيث رحلة إلى ما بعد خمس سنوات من اليوم ...
على أرض الولايات المتحدة، بالتحديد واشنطن..،،
ارتديت زي مضيف طيران للمرة الأولى بحياتي (بعد أن تدربت على مهنة الطيار لسنوات بشركة خالي ولكن لم يحالفني الحظ لأصبح طيارًا بالإضافة إلى أنني رغبت بممارسة مهنة الضيافة لبعض من الوقت) ثم توجهت إلى الموقع الذي أرسله إلى صديقي على تطبيق الواتساب (ولا تسألني من أين ومتى كان صديقك لأنني حقًا لا أعلم!! هذا ما وجدته بعد خمس سنوات من اليوم!!)
وصلت إلى المكان المحدد، حيث كان اجتماعًا مع طاقم الطائرة المؤهل للعمل في الضيافة، وبالفعل بعد شهرين من التدريب تقريبًا، تم تعييني كأول مضيف طيران (رجل) لشركة (Air Cabin) وبعدها لحق بي صديقي وشابان آخران، وبدأت رحلتي المغامِرة الخيالية ...

مضت أول رحلتان بسلام، الأولى إلى تايلاند والثانية إلى الشرق الأوسط، أذكر أننا هبطنا بمطار الأردن، وتبدأ الحكاية المشوقة من الرحلة الثالثة، التي كانت من المفترض أن تنتهي إلى وارسو (عاصمة بولندا) ، ولكن للأسف الشديد، انتهى الأمر بنا على إحدى جزر البلطيق التي لم نستطع التعرف عليها إطلاقًا، أو ربما من الجيد أن نقول حمدًا لله أننا نجونا!!

كل ما في الأمر أنه حدث عطل ما بالطائرة، ولم يستطع الطيار التحكم بها ولولا تدخلي في اللحظات الأخيرة رغم معارضات الطيار، ما كان نچا بعضنا الآن!!
مات عشرة من الركاب ويوجد خمسة مصابين منهم الطيار، أما أنا والبقية بخير، ولكن للأسف الشديد لا نستطيع التواصل مع أي حد، الشرطة أو إدارة الشركة، نحن حتى لا نعلم أين نحن!! ورغم أن الطيار دارس المكان جيدًا، إلى أن الجميع يستغربون أنه ما من أحد مرت عينيه على مثل هذه الجزيرة من قبل على الخريطة أو حتى أي صورة!!!

انتهيت من تسجيل هذا الكلام على كاميرتي الخاصة وقد عمدت فعل ذلك؛ تحسبًا لحدوث أي مجهول معنا ..
توجهت إلى حيث يجلس باقي الركاب، يبكي بعضهم على فقدان أقاربهم وأحبائهم، حتى اقترب مني رجل مسن وهو يقول بامتنان :"لولاك لهلكنا جميعًا، شكرا لك بني"
ابتسمت له بضعف واكتفيت بذلك ولكنني قلت بنفسي :"وكأننا غير هالكين الآن!!"
توجهت إلى الطائرة لأتناول بعض الطعام وأحاول التفتيش في عطل الطائرة، ولكنني فوجئت بوجود طفل يبدو في سن العاشرة ينظر إلى شئ ما بشباك الطائره، لأراه يلتفت إلي وهو يقول بحماس :"تعال تعال، انظر إلى هذا!!"

كاتبٌ وهميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن