النآر و المـآء

منبوذه

منبوذه..منبوذه...وحش...نكرهك...كاذبه..

هذه الطفله المسكينه تجلس بالزاويه و تبكي بقهر تستمع لتلك الكلمات التي يقولها اصدقائها عنها..

أنهضها فتى ليسخر منها "اتعلمين ان شعرك مقرف و مشعث!"

لتقول فتاة بلؤم "عيناكي مقززة حقا لماذا هما بلونان مختلفان"..

كلارا بخفوت" ارجوكم توقفوا"

بدأوا مجددا بتلك الكلمات التي تؤذي قلبها الرقيق الضعيف..

جائت مدرسة ركضا لتصيح بهم "يا اولاد ما هذه الضجه لماذا تصرخون هكذا"

لاريا تتصنع البراءه "معلمه ان كلارا تشتمنا و تكذب ايضا"

نفت كلارا بنحيب "لا لا لم اكذب لم افعل شيئا"..

كتفت المعلمه يداها و قالت"كلارا تعالي معي"

ابتلعت كلارا لعابها بصعوبه و نهضت ببطئ و ذهبت لتكون بجانب المعلمه..

أمسكت المعلمه يدها و ذهبت معها لمكتب المديره..

المديره "انتِ مجددا! ماذا فعلتي هذه المره؟"

كلارا بصدق و طفوليه "لم أفعل شيئا كنت العب معهم فقط"

تنهدت المديره بقوه لتقول ببرود "اسمعيني ايتها الطفله الغبيه هذه اخر مره اسمع فيها شكوة عنكي فهمتي؟"

كلارا و الدموع تترقرق في عيناها "نعم"..

اخذتها المعلمه للفصل مجددا..

وقفت كلارا وراء الباب تفرك يداها من التوتر لا تريد الدخول لتسمع ذلك الكلام الطاعن مجددا..

صرخت بها المعلمه"انتِ هياا ادخلي"

فزعت كلارا و دخلت بسرعه....لم تنظر لأحد ركضت سريعا لتجلس في مقعدها و هي تحاول كبت دموعها و شهقاتها..

نظرت للمكتب الخاص بها لتجد عليه كلمات....قبيحه..مقرفه..نكرهك..كاذبه..حقيره..انتِ وحش..

هبطت دموعها بسرعه من ضعفها طفلة في السادسة من عمرها..

نظر لها الطلاب بتقزز و ضحكوا عليها..

بعد ان انتهى الدوام قامت لأخذ كتبها و حقيبتها..

خرجت من المدرسه ركضا قبل ان يلحقها اي أحد..ثم قالت في نفسها "هيا هيا ابتسمي والدتكي ستقلق فقط ابتسمي كوني طبيعيه"

رفعت شفتاها على شكل ابتسامه مرتعشه غير ثابته..

كلارا بخفوت "يجب ان اذهب"..

ذهبت اولا الى جدها..استقبلها بالاحضان و بكل حب..

الجد بفرح "كلارا عزيزتي اشتقت لكي"..

وجدها تبكي ليحملها و يدور بها لكن لم يحدث فرق..انزلها ليدغدغها لتضحك بصوت مرتفع..بسعاده.و الجد يضحك معها..